تشهد تجارة الملابس، هذه الأيام، انتعاشا كبيرا بعد تهاطل الثلوج وتسجيل انخفاض محسوس في درجات الحرارة، وهو الأمر الذي حرّك سوق الملابس، خصوصا الشتوية منها، وأثلج صدور التجار بعدما فقدوا الأمل في بيع ما تم جلبه من ألبسه؛ حيث سارع أغلبهم إلى عرض المعاطف والقفازات والأحذية بواجهات المحلات؛ قصد تصريفها بعدما تم سحبها بغرض تخزينها؛ تحسبا لعرض ألبسة الربيع، ثم ألبسة الصيف. سمحت الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" إلى بعض محلات بيع الملابس الشتوية بولاية البليدة، بالوقوف على حركة كبيرة بمحلات بيع الملابس الشتوية؛ من معاطف بأحجام مختلفة، وأقمصة صوفية، وأحذية سميكة، و"إيشاربات" وقبّعات صوفية، وقفازات، بما في ذلك البحث عن الأغطية الدافئة نتيجة الانخفاض الشديد الذي عرفته درجات الحرارة بعد تساقط الثلوج؛ الأمر الذي أبهج التجار بعدما أصابتهم حالة من الاكتئاب بسبب تراجع عملية البيع في الأشهر الماضية؛ نتيجة التأخر المسجل في هطول الأمطار؛ حيث عبّر التاجر "سعيد. ع" من العفرون، عن سعادته بعودة الثلوج، وتساقط الأمطار. وقال في دردشته مع "المساء"، "أخيرا سنتمكن من بيع السلع التي كنا نخزّنها"، مشيرا إلى أن هطول الأمطار والانخفاض المسجل في درجات الحرارة، سيسمح بتصريف السلع، لا سيما من التجار المختصين في بيع المعاطف الشتوية. ولفت، بالمناسبة، إلى أن الوقت لايزال في صالحهم كتجار؛ من أجل تعويض ما فاتهم من كسب؛ بسبب تأخر عملية بيع الملابس الشتوية، التي يُفترض أن تكون بدأت مطلع شهر نوفمبر. ومن جهتها، أكدت البائعة نسرين أنها تفاجأت من الإقبال الكبير على متجرها؛ طلبا للمعاطف الصوفية، والسراويل، والأقمصة، مشيرة إلى أن الطلب الكبير على بعض أنواع المعاطف، جعل أسعارها ترتفع بعدما تم تخفيضها لتصريفها؛ نتيجة الكساد الذي أصاب سوق الملابس في الأشهر الماضية، مما تَسبب في توقف عملية البيع، مؤكدة أن تغيّر أحوال الطقس وتساقط الثلوج خلّف موجة برد كبيرة، دفعت بعدد كبير من المواطنين إلى البحث عن الملابس الشتوية الدافئة؛ الأمر الذي أعاد الحركة إلى المحلات. وإذا كانت محلات بيع ملابس البالغين تعرف إقبالا كبيرا عليها، فإن محلات بيع ملابس الأطفال، هي الأخرى، لقيت توافدا كبيرا عليها؛ بحثا عن القفازات، والقبّعات، والأحذية المطاطية. وحسب ما جاء على لسان عمي علي صاحب محل لبيع ملابس الأطفال، فإن البرودة المسجلة دفعت بالأمهات إلى المسارعة للبحث عما يمكن أن يدفئ أبناءهم؛ حيث تم تسجيل طلب كبير على القفازات والقبّعات و الجوارب الطويلة، بما في ذلك المعاطف المقاومة للشتاء، والمظلات، مشيرا، بالمناسبة، إلى أن سعادته كبيرة بعودة الأمطار، وتساقط الثلوج؛ ما سيسمح لهم بتصريف سلعهم التي كان ينوي إخفاءها؛ لعرض سلعة الربيع التي سبق له أن هيّأها بغية عرضها. الأمطار أنقذت تجار الملابس من خسائر مؤكدة من جهته، أكد حاج طاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أن عودة الأمطار إلى التساقط بعد التأخر المسجل، جاءت في أوانها؛ لحماية تجار بيع الملابس من تكبّد عناء خسائر كبيرة خلال هذا الموسم، خاصة أن التجار يحضّرون أنفسهم لبيع الملابس الشتوية عدة أشهر قبل حلول الموسم، موضحا: "وبالتالي، فموجة الجفاف التي شهدناها سابقا، كان يمكن أن تؤثر تأثيرا كبيرا عليهم لو أنها استمرت أكثر من ذلك"، مضيفا: "إن عودة الأمطار أنقذت التجار من خسائر مؤكدة". كما أكد المتحدث أن عودة الأمطار وتساقط الثلوج، أنعشا سوق الملابس الشتوية؛ سواء تعلق الأمر بالمعاطف، أو الأقمصة، أو الأحذية، أو ملابس الأطفال، بعدما توقفت عملية البيع مع الدخول المدرسي نتيجة موجة الحر التي سُجلت، والتي دفعت ببعض العائلات إلى الشروع في شراء ملابس الربيع؛ مما أنعش، حسبه، بيع المظلات، والقفازات، والقبعات، والمدافئ التي، هي الأخرى، عاد الطلب عليها، وبالتالي هي فرصة للتجار لتعويض ما فاتهم بعد كساد السوق. وردّا على سؤال "المساء" عن إمكانية أن يعوَّض التاجر ويحقق بعض الأرباح جراء التأخر المسجل في عملية البيع خلال الأشهر الماضية، قال المتحدث إن مصالح الأرصاد الجوية تؤكد أن موجة البرد ستستمر لبضعة أشهر القادمة، وبالتالي هي فرصة، ستسمح، بالتأكيد، للتجار بتسويق كل سلعهم، خاصة أن موسم العمل والدراسة متواصل أيضا، وبالتالي الحاجة ملحّة إلى اقتناء كل ما يساعد على مواجهة البرد؛ سواء تعلّق الأمر بالملابس، أو حتى بمعدات التدفئة. ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث أن الفرصة تسمح في إطار سياسة الدولة الداعية إلى تقليص فاتورة الاستيراد للمؤسسات الصغيرة وورشات الخياطة، باقتحام السوق، والترويج للإنتاج المحلي؛ من خلال عرض مختلف الملابس والأحذية المنتَجة محليا.