موضوع الحفاظ على التراث الثقافي في أي بلد تعتبر من القضايا المهمة التي يجب الالتفات إليها وعدم إهمالها، وخاصة في الوقت الراهن، لكون الجزائر تتمتع بتاريخها القديم الذي يمتد لعدة قرون منذ وجدت الحضارات القديمة، فهو أحد أجزاء التراث العالمي بشكل عام،وخير دليل على ذلك ما تسخر به من آثار ومعالم منتشرة عبر امتداد الرقعة الجغرافية للوطن شمالا وجنوبا..؟ ومن هنا لا بد من تسخير وسائل التكنولوجيا الحديثة وتعزيز البحث العلمي من أجل المحافظة على تراثنا الثقافي المادي والمعنوي من الاندثار والضياع، ومحاولة تقديمه للأجيال المعاصرة بصورة تسهم في توثيقه بشكل متطور ومواكب للعصر الذي نعيش فيه.. ! ومن هنا لابد لنا من الغوص في تراثنا العربي والإسلامي والأمازيغي، وما كان يتمتع به من سمات حضارية وتراث أصيل وبيئة ثقافية خصبة ساعدت على قيام هذه الثقافة وهذه الحضارة، التي امتدت منذ ما قبل الميلاد مرورا بالعصور الإسلامية وصولا إلى عصرنا الحديث ثم المعاصر..؟ وأيضا لابد كذلك أن نبحث عن هويتنا وعن تاريخ أمتنا وتراثنا ومكتباتنا، وأن نسهم في توثيق هذا الإرث الكبير بشكل حيادي مع تسخير تكنولوجيا الاتصال، لحفظ وتوثيق هذا العمل الوطني لأجيال المستقبل.. ! ولهذا يجب على السلطات مد يد المساعدة للباحثين وتشجيعهم لأجل حفظ تراثنا ووثائقنا التاريخية والاجتماعية من الاندثار، لأننا جزء من الثقافة الإنسانية التي تسعى منظمة اليونسكو من خلالها إلى رسم الصورة الحقيقية لتراث الأمم دون استثناء، والتراث الجزائري أحد أعمدة هذا التراث العالمي الذي يجب علينا العناية به..؟ أما عن كيفية الحفاظ عليه فيمكن تسخير تكنولوجيا الاتصال كأداة في هذه العملية، مع العناية ببعض المشاريع الرائدة في المتاحف والمكتبات ومجال التوثيق، وهي مشاريع غنية بالمعلومات مع التركيز على أهمية الهوية للأمة الجماعية والوطنية والإقليمية والدولية، وبخاصة مشاريع التراث القديم، ولذا لابد من الاستفادة من الخبرات العربية المتخصصة في هذا المجال والتي لها تجربة ميدانية قد تفيدنا في الموضوع..؟ !