المخدرات في الوسط المهني فريدة حدادي أبرز المشاركون في فعاليات يوم دراسي حول آفة المخدرات والإدمان عليها في الوسط المهني، نظم هذا الأسبوع، أهمية رفع الوعي حول هذه الآفة، بالنظر إلى الآثار السلبية لتعاطي المخدرات على العامل صحيا ومهنيا، وما يتكبده صندوق الضمان الاجتماعي من مصاريف، نظير التكفل بهذه الحالات المرضية. قال ممثل على الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، محمد بغدير، في تدخله، في هذا اللقاء الذي بادر إلى تنظيمه الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، وكالة البليدة، تحت شعار "الضمان الاجتماعي يرافقكم لوقايتهم من مخاطر المخدرات"، أن آفة المخدرات لها الكثير من الآثار على الجانب الصحي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، خاصة وأنها لم تعد تنحصر على فئة معينة، ولا على نوع واحد من المخدرات فقط، الأمر الذي زاد من خطورتها، مشيرا إلى أن المخدرات من الآفات التي تتحمل تبعاتها كافة القطاعات، لحماية المجتمع، وخاصة الشباب الأكثر عرضة، لافتا إلى أن تعاطي المخدرات في المحيط المهني، يشكل تهديدا كبيرا على العامل في حد ذاته، وعلى مردوه في العمل وعلى مؤسسته، ومن ثمة على الاقتصاد الوطني. وذكر أن من أهم الآثار البارزة للعامل المتعاطي للمخدرات "التأثير المباشر على الإنتاجية وكثرة الغيابات المتكررة على العمل، وعدم القدرة على السيطرة على سلوك المتعاطي وارتفاع معدلات حوادث العمل، التي تلحق ضررا به شخصيا أو برفاقه في العمل، أو يتسبب في تحطيم معدات العمل، إلى جانب غياب الاستقرار في مكان العمل والشجارات التي قد تؤدي إلى إحداث الوفاة". من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن مسؤولية حماية العمال من تفشي مثل هذه الآفات الاجتماعية، يقع على عاتق رب العمل، لذا تأتي الوقاية من الآفات الاجتماعية في الوسط المهني غاية في الأهمية، من خلال توفير بيئة عمل مناسبة، وتوفير برامج تحسيسية حول تأثير المخدرات على الأداء المهني، وعدم التسامح مع متعاطي المخدرات في الوسط المهني، وتوفير بيئة مناسبة من خلال تلبية احتياجات العمال في الوسط المهني، لافتا إلى أن الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، يسعى إلى جانب العمل الرقابي الذي يقوم به، على الوصفات التي يتم تحريرها والمصنفة في خانة المهلوسات، في رفع الوعي بأهمية التحذير من مخاطر تعاطي المخدرات، من خلال الشباك المتنقل، وتنظيم حصص توعوية في مراكز التكوين المهني، وعلى مستوى الجامعات، ووقفات تحسيسية بالمؤسسات والتأكيد على ثقافة التبليغ للقضاء على الظاهرة. من جهته، تطرق سفيان باي، طبيب لدى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية في تدخله، إلى المراحل التي يمر عليها الشخص، إلى أن يدخل مرحلة الإدمان، التي تبدأ حسبه بالتذوق فقط، بدافع الفضول، بعدها الرغبة في إعادة التجريب، ومن ثمة الاستعمال المتكررة لها، ليصل إلى مرحلة عدم القدرة على التخلي عنها، والتي تقوده إلى الإدمان، مؤكدا في السياق، بأن الحديث عن ظاهرة تعاطي المخدرات يقود إلى التأكيد على أنه ليس كل مستهلك مدمن، وإنما ينبغي أن تتوفر في المدمن بعض الشروط، ليكون مدمنا، مشيرا إلى أن الأسباب التي قد تدفع بالشخص إلى تعاطي المخدرات مختلفة، قد تكون شخصية أو اجتماعية أو عائلية، غير أن الأكيد أن تعاطيها، خاصة من طرف المستخدم، من شأنها أن تلقي بأعباء إضافية على عاتق الصندوق، خلال مرحلة العلاج، لأنها تفتح الباب لإصابة المتعاطي بالعديد من الأمراض الخطيرة. من جهتها، أكدت الدكتورة نايلي نبيلة، عن المؤسسة الاستشفائية "فرانس فانون"، أن الشخص كلما كان إدمانه على المخدرات في سن مبكر، كلما كان من الصعب التخلص من الإدمان، لأن "تعاطي المخدرات يؤثر بشكل كبير على نمو المخ"، ومن هنا تظهر، حسبها، خطورة هذه المخدرات التي أصبح الشباب يتعاطونها بكثرة، حيث لا يقتصر الأمر على تعاطي نوع واحد، وإنما يتم تعاطي أنواع مختلفة. مشيرة إلى أنه بناء على دراسة قامت بها المؤسسة الاستشفائية "فرانس فانون" بالبليدة، فإن الشريحة الأكثر استهلاكا للمخدرات، تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، أغلبهم من الرجال، وضعهم الاجتماعي متوسط ولا يعملون، لافتة إلى أن خطورة المخدرات في الوقت الحالي، انتقلت إلى الفئة الصغيرة الأقل من 16 سنة، الأمر الذي يتطلب التأكيد على العمل التحسيسي، لحمايتهم من مخاطر الوقوع في فخ الإدمان، مؤكدة أن تعاطي المخدرات لا يعني بالضرورة أن المتعاطي منحرف، لأن التجربة أثبتت أن بعض المدمنين غير منحرفين، ومن هنا تظهر أهمية مرافقة وعلاج هذه الشريحة. ولدى تدخلها، أوضحت سمية بن علال، طبيبة منسقة بمديرية الأمن الوطني، أن مصالح الأمن اتخذت في السنوات الأخيرة، تدابير هامة لمحاربة آفة المخدرات، من خلال التواجد المكثف في الشوارع لحماية المواطنين من هذه الآفة العالمية، مشيرة إلى أن التواجد المكثف في الميدان، ورفع الوعي وتوزيع المطويات والحث على ثقافة التبلي، كلها عوامل ساهمت في حصر الآفة والتقليل من تعاطيها، خاصة لدى الفئة الشابة، من خلال التركيز على إظهار الآثار السلبية التي تؤدي إليها.