أوضح رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بأن احتضان جامعة الجزائر -3- للملتقى الوطني الأول حول «التطرف وتداعياته في الفكر والدين والسياسة»، يهدف إلى إرساء دعائم الفكر الرصين الذي يكرس الحوار والتسامح والعيش المشترك، وذلك عن طريق تقبل الرأي الآخر بعيدا عن التطرف والتجنبات الظرفية والسياسية رافضا تسييس الملتقى واستعماله لأغراض حزبية. كما شدد رشيد حراوبية خلال افتتاحه أمس، للملتقى الوطني الأول حول «التطرف وتداعياته في الفكر والدين والسياسة» ببن عكنون بالعاصمة، على دور العلوم الاجتماعية في إنجاح قضايا التحلي بالوسطية والاعتدال، وذلك بفرضها كقيم أساسية وسلوكات ضابطة في المجتمع، مشيرا إلى أن مشكلات المجتمع شاملة ولا تقف عند جانب واحد، حيث رفض ربط مسألة التطرف بالدين أو المجتمع أو زمان معين، بقوله «الأفكار المتطرفة هي عبارة عن اضطراب معرفي وسلوكي لا يتصدى لها إلا عن طريق إنتاج الفكر الوسطي المعتدل». واعتبر المسؤول الأول عن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي أن دور الجامعة لا يقف عند إنتاج المعرفة فقط، وإنما يمتد إلى تكوين الكفاءات المسؤولة وإلى تنمية الموارد البشرية الكفيلة بمواجهة كل مظاهر التطرف، مستطردا في قوله بأن الجامعات الجزائرية تعتبر مركز لإنتاج الفكر على اعتبار أنها تعمل على تغيير الذهنيات، فضلا عن كونها تملك خيرة الأساتذة الذين يتمتعون بالخبرة في إشارة منه إلى أنها ستكون قاطرة التغيير، وذلك بالتفافها على أفكار المجتمع المقبولة لتحويلها إلى أفكار وسطية. من جانبه اعتبر الأستاذ الدكتور العيد زغلامي بجامعة الجزائر -3- عن قسم الإعلام، بأن الجزائر حققت قفزة نوعية في مجال حرية الإعلام بدليل تواجد 80 عنوانا لجرائد إخبارية يومية، رافضا تصنيف البلاد في ذيل الترتيب في مجال حرية التعبير من قبل منظمات وهيئات إعلامية دولية، مبرزا المعايير التي تعتمد عليها والتي تتركز حول انعدام القطاع الخاص في مجال السمعي البصري، مبديا تفاؤله إزاء قانون الإعلام الجديد الذي سيتدارك هذه النقطة. كما عقب الأستاذ الدكتور محمد بن بريكة بجامعة الجزائر -2- على عنوان الملتقى، حيث أكد بأن التطرف يكمن في سلوكيات المفكر والسياسي والمتدين على حد سواء وليس في الدين، مستغربا إلصاق تهمة التطرف بكل ما هو مسلم رغم أن هذه الظاهرة موجودة بالديانات اليهودية والمسيحية والنصرانية، مؤكدا بأن السياسة الرشيدة للدولة فتحت الحوار ووسعت من حيز الحرية وذلك باعتمادها أحزابا سياسية جديدة. وأفاد بن بريكة المتصوف بأن هذه الفترة تعتبر حساسة بالنسبة للعالم الغربي لأنهم يرون بأن الدين يمثل حجر أساس ويسعون إلى ركبه لتشويه الإسلام والمسلمين بإلصاق تهمة التطرف بهم، رغم أنه يلصق بممارسيه المتطرفين في إشارة منه إلى أنهم يتطرفون في أفكارهم ثم معتقداتهم وأخيرا في سلوكهم وهذا هو الخطير.