لا تزال عائلة الأرملة زحوف باية، تصارع مأساة الحياة بعد قرار الطرد الذي نفذ في حقها من طرف ابن زوجها، ومنذ ذلك الحين وهي تفترش الرصيف رفقة أولادها بشارع "الورود" المتواجد في بلدية المدنية دائرة سيدي امحمد في العاصمة، وهذا منذ حوالي 6 سنوات دالخ كوخ بنته ببقايا الألواح والكرتون تنعدم فيه أدنى شروط العيش، دون أن تقوم السلطات المحلية بإيجاد حل لوضعيتها قصد انتشالها من الحرمان ومنحها سكنا -حسب تصريحات العائلة المتضررة. قرار بالطرد يشرد العائلة داخل كوخ على الرصيف حيث لجأت عائلة "زحوف" في ظل افتقادها لمنزل أخر يأويها بعد القرار الذي صدر في حقها على أثر وفاة الزوج والقاضي بطردها من المنزل الذي هو ملك أحد أبناء زوجها، لجأت إلى تنصيب كوخ بالقرب من بيتها الأصلي والذي اكتسح وسط الطريق وهو الأمر الذي شوه صورة الحي الذي يقابل مباشرة مقر البلدية حيث أبدت العائلة في هذا الصدد من خلال حديثها ليومية "السلام اليوم"عن تذمرها من حياة التهميش التي تعيشها في كنف معاناة تزداد يوما بعد يوم، دون أن تحرك السلطات المحلية ساكنا تجاه وضعيتهم بالرغم من الشكاوآ والرسائل المتكررة التي رفعتها هذه الأخيرة، معبرين في نفس الوقت عن أسفهم للوضعية التي ألوا إليها والتي جعلتهم عرضة لأقسى المواقف، حيث أكدت السيدة "زحوف " التي وجدناها تتحصر على أيامها الخوالي أن معاناتها تزداد سوءا مع حلول فصل الشتاء نتيجة لتسرب مياه الأمطار إلى داخل الكوخ من جهة الرصيف الذي تتواجد به البالوعات الأساسية وكذا من السقف المبني من الألواح وأكياس البلاستيك المغطاة بقطع مختلفة من القماش والأغطية، مؤكدة من جهة أخرى الصعوبات التي تعترضها في فصل الصيف، أين يصبح المكوث داخل الكوخ أمرا صعبا ومستحيلا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من مكان رمي النفايات المتواجد بمحاذاة الكوخ، أين يقوم السكان المجاورين برمي نفاياتهم المنزلية قبل مرور شاحنة النظافة. أفرادها مصابون بأمراض صدرية وحلمها بسكن لائق يراودها وأكدت عائلة "زحوف" لنا أن الوضعية المتدهورة التي تعيشها آثرت سلبا على صحة أفرادها بعد إصابتهم بأمراض مختلفة في مقدمتها الأمراض الصدرية و الحساسية، ناهيك عن حياة التشرد التي دفعتهم للبحث يوميا عن مكان لقضاء حاجاتهم، إذا أعرب هؤلاء عن انزعاجهم الشديد من السلطات التي جعلتهم يعيشون حياة بدائية، نتيجة لما سبق ذكره فان عائلة الأرملة "زحوف" تناشد السلطات الولائية التدخل العاجل لانتشالهم من حياة التشرد والضياع التي باتت تطبع يومياتها منذ أكثر من 6 سنوات، والنظر في ملفها السكني الذي أودعته منذ أكثر من 30 سنة وإدراجها ضمن قوائم المستفيدين من السكن في البرامج المقبلة ، يومية "السلام اليوم" حاولت الاتصال بالسلطات المحلية للاستفسار عن قضية هذه العائلة لكن دون جدوى، بعد رفض رئيس بلدية المدنية مقابلتنا لتبقى العائلة تتجرع المعاناة إلى غاية كتابة هذه الأسطر.