نظم بولاية سكيكدة ملتقى وطني حول تسيير واسترجاع النفايات الصلبة والمنظم من قبل الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث، مديرية البيئة لولاية سكيكدة، أين تم من خلاله التطرق إلى نشاطات المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني، وهي المداخلة التي قدمتها مديرة المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني cleanski. حيث أكدت أن مركز الزفزاف لوحده يستقبل 200 طن يوميا، بوعباز 200 شاحنة فيما تم الانطلاق في استغلال مركز ردم جديد بعزابة وهذا منذ 3 من الشهر الجاري، هذه النفايات تتم رسكلتها وإعادة تحويلها إلى مواد يمكن استعمالها في المجال الصناعي. مديرة المؤسسة أفادت أيضا خلال إجاباتها على الأسئلة أن عمال النظافة والرسكلة المقدر عددهم 450 عامل يعملون ضمن مجموعات 24/24 لضمان نظافة المحيط أيضا بالنسبة للأحياء، لكن يبقى الوضع يحتاج إلى تجند جميع الفئات حتى لا تبقى المسؤولية على عاتق عمال النظافة فقط باحترام مواقيت وأماكن الرمي التي تغيب عند أغلبية السكان، ومع ذلك فقد سجل تحسنا في نظافة المحيط بفضل توسيع نشاطات المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني. مداخلة أخرى كانت من تقديم مهندسين بعدة ولايات حول أثر تسيير واسترجاع النفايات الصلبة في تحقيق التنمية المستدامة، أثارت من خلالها المتدخلة عدة نقاط أبرزها النفايات الصلبة وتأثيرها على الإنسان والبيئة، وأكدوا أن للنفايات الصلبة تأثيرات سلبية وأيضا إيجابية، فالتأثيرات السلبية تمس صحة الإنسان بالدرجة الأولى نتيجة لانتشار الروائح، القوارض والحشرات، حدوث تسممات خطيرة على الجسم والطبيعة، تلوث المياه الجوفية والسطحية والتغيرات المناخية التي أثرت بدورها على الإنتاج الفلاحي، فمما زاد الوضع سوءا هو الآلاف من النفايات الصلبة المطروحة في المحيط خاصة بالمناطق الساحلية للتمركز السكاني والحضاري ونقص البني التحتية الموجودة، مما نجم عن ذلك عدم نجاعة مخطط تسيير النفايات الصلبة التي تتضمن عمليات المراقبة، الجمع، النقل والتدوير والتخلص الأمثل من منها، حيث تقدر كمية النفايات الحضرية المسيرة في الجزائر ب 5.2 مليون طن، أما إيجابياتها فتتمثل في التثمين المادي من خلال استرجاع المواد كالورق، البلاستيك، الحديد...إلخ، التثمين البيولوجي كإنتاج السماد العضوي، التثمين الطاقوي كتحويل المواد الصلبة إلى طاقة، وقود عن طريق توليد البخار والتحول الحراري والاستفادة من الطاقة الحرارية الناتجة. هذا وتم التطرق إلى عملية الاسترجاع والأهداف الاقتصادية والاجتماعية للعملية كالقضاء على نسبة كبيرة من البطالة من خلال مناصب الشغل التي توفرها المؤسسات تحقيق مكاسب مادية، تقليل من نفقات الحصول واستعمال المواد الأولية في الصناعة عن طريق إعادة تفعيل المواد المستخدمة، كما تم الحديث عن العراقيل التي تقف حجر عثرة في سير عجلة الاسترجاع كعدم تقديم التسهيلات المالية والإدارية للاستثمار في هذا المجال، غياب سياسة مناسبة لتطوير سوق النفايات، نقص الإعلام لتشجيع العملية، عدم وجود تنافس بين منتجي ومشتري ومسترجعي النفايات الصلبة لضمان أفضل وأيسر لعملية الرسكلة وتنميتها.