كشفت مصادر مطلّعة ل»السلام»، أمس، أنّ وفدا من الأقدام السوداء سيزور بشار شهر جويلية القادم، وأفيد أنّ هذا الوفد سيتشكل من 1300 شخص بغرض الحجّ إلى عدد من أديرة الحاخامات القدامى ببشار وعدد من المقابر هناك. وتأتي هذه الزيارة التي سبقتها زيارات مماثلة على مدار الأربع سنوات المنقضية، أشهرا بعد إلغاء وفد من مخضرمي الأقدام السوداء من ذوي الأصول اليهودية رحلة كان يُفترض أن تقودهم إلى ولاية تلمسان، حيث كان مبرمجا أن يزور هؤلاء منطقة «رب النقاوة» بعاصمة الزيانيين» مطلع شهر فيفري الماضي، بهدف إحياء طقس ديني خاص، بيد أنّ الوفد المذكور ألغى الرحلة خشية تعرضه إلى ما سماها (مضايقات) جرّاء ما حدث في قطاع غزة الشتاء المنقضي. ودأب المئات من الأقدام السوداء واليهود الذين استوطنوا الجزائر قبل نصف قرن، على زيارة معالم دينية بالجزائر منذ العام 2005، حيث قام 150 يهودي بزيارة مناطق تلمسان والطارف وبشار وكذا بني صاف، بغرض الحجّ إلى عدد من أديرة حاخاماتهم القدامى. وعاد مخضرمو الأقدام السوداء، قبل فترة للإعلان عن تحريكهم مئات الدعاوى القضائية ضدّ الجزائر بغرض حملها على منحهم تعويضات، في خطوة ابتزازية جديدة أتت بعدما أسقطت محاكم أوروبية عددا من الدعاوى في العامين الماضيين، وقضت بعدم مشروعية ما يطالب به قدامى المستوطنين الفرنسيين الذين استنزفوا ثروات الجزائر إبان احتلالها. وقالت جمعية تسمي نفسها «اتحاد الدفاع عن مصالح الفرنسيين المصادرة أملاكهم في الجزائر وما وراء البحار»، في بيان لها على شبكة الأنترنت، أنّه تم رفع قرابة خمسمائة دعوى فردية، على أن تضاف ثلاثمائة أخرى خلال الفترة القادمة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى ثمانمائة دعوى ستوجّه إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف، بغرض «ما سموه (إجبار) السلطات الجزائرية لتعويضهم عما نعتته تلك لجمعية «ممتلكات الفرنسيين المسلوبة» على حد ما ورد في البيان. وادعى روجيه سعيد رئيس ما يسمى «جمعية يهود الجزائر»، قبل فترة، أنّ تنظيمه سيجدد المطالبة بتقديم السلطات الجزائرية تعويضات قدّرها ب12 مليار فرنك فرنسي قديم (ما يعادل ملياراً ومائتي مليون دولار)، ولم يشر روجيه سعيد إلى الوسائل والسبل التي سيستخدمها، إلا أنه ألمح بقوة إلى استخدامه ورقة الضغط الدولي، مشيراً إلى مساعي الكنيست الإسرائيلي لحمل أكثر من دولة عربية على تعويض اليهود. وزعم محررو البيان أنّ قيمة التعويضات التي يطالبون بها تربو قيمتها عن 12 مليار يورو، ويدعّي هؤلاء أنّ الجزائر يجب أن تمنحهم تعويضات عن ممتلكاتهم التي صودرت بعدما ارتضى نحو مليون من الأقدام السوداء مغادرة الجزائر على عجل، وأعطت سلطات الأخيرة الأمان لهؤلاء رغم كل ما اقترفوه في حق البلد وسكانه الأصليين.