نظمت ولاية سكيكدة الخميس الماضي، ملتقى ولائي حول “الوثائق الإدارية وكتابة التاريخ” احتفالا بالخمسينية لعيدي الشباب والاستقلال، في موعد عرف حضور “عبد المجيد شيخي” مدير الأرشيف الوطني، إضافة إلى أساتذة من مختلف جامعات الوطن. وقال شيخي أن مسار تاريخ البلاد مسار طويل قد لا يعترف به بعض الجاحدين والحاقدين، لكن النفس الطويل للشعب هو من أوصله لبر الأمان رغم العثرات التي سجلت، والتي أفاد بخصوصها أنها عثرات مقبولة لكل من يحاول الوصول إلى أهداف، مدير الأرشيف الوطني تحدث عن إنجازات 50 سنة حين قال “لو كتب التاريخ لتبين بأننا فعلنا شيئا” في إشارة إلى من أنكر الجهود. هذا وتطرق ذات المتحدث إلى عدة مسائل، الأولى تتعلق بالقائم بالأرشيف والقائم عليه والثانية تتعلق بالأرشيف والمتعامل معه في آن واحد، مبرزا أن الأمر يتعلق بالمفاهيم لأن مشكل الجزائر ينحصر في المفاهيم والمصطلحات، مضيفا أنه يتعين أولا الحسم في مسألة الدولة ومسارها لأننا لا نؤرخ و لا نجمع الأرشيف لفترة واحدة، بل يجب أي وعاء يحمل معلومة فهو من اختصاصنا يقول شيخي سواء كان مكتوبا أو مسجلا، مشيرا إلى أن الجزائر لها 400 لوحة صغيرة من العهد الوندالي فيها عقود ملكية، ورغم أنها تابعة للمتحف فإن المعلومة التي تحويها تجعلها تابعة للأرشيف. مسألة أخرى خاض فيها المتدخل، وهي ما روجت له فرنسا حين قالت أنها منحت الاستقلال للجزائريين، موضحا أنه يجب تحديد طبيعة الوجود القانوني “هل كان لها وجود قانوني ودولة قائمة بذاتها، أم أنها كانت مستعمرة”، وبهذه الطريقة يتم تحديد شهادة ميلاد الدولة، وبذلك يصبح الإنشاء الإداري ممكنا، داعيا إلى إنهاء الجدال القائم حول الفترة التي سبقت 1830 بالجزائر.