توقعت مصادر عليمة من محيط المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، هبوب عاصفة جديدة في البيت الأفالاني سيكون وقودها الحقائب الدبلوماسية والوزارية التي يرتقب الإعلان عن المستفيدين منها خلال الفترة القليلة القادمة. وأشارت مصادرنا إلى أن الخطوة المرتقبة من قبل قيادة الحزب العتيد هي إسكات الأصوات الغاضبة عليها سواء ما تعلق بمؤيديها في المكتب السياسي وكذا نواب المجلس الشعبي الوطني علاوة عن خصومها من الأجنحة المعارضة، حيث يُرتقب أن يلجأ الأمين العام عبد العزيز بلخادم إلى منح حقائب دبلوماسية من شأنها أن تعيد هؤلاء إلى بيت الطاعة. غير أنّ محمد صغير قارة المفصول عن عضوية اللجنة المركزية خلال دورتها الأخيرة، أكّد في تصريح خص به «السلام» بأنّ مناوئي بلخادم مصرون على استكمال مسارهم الذي أعلنوا عنه بعد المؤتمر التاسع للأفالان بمعية أعضاء اللجنة المركزية. واعتبر قارة بأنّ الجناح المعارض لبلخادم لن يرضى بأي تفاوض مع الأمين العام للأفالان مهما كانت الإغراءات التي يقدمها، مبرزا في سياق حديثه تجاوزات هذا الأخير الذي انحرف عن مسار الحزب العتيد، على حد وصفه، مستطردا بلغة تحد: «عارضنا بلخادم منذ 22 شهرا وعازمون على تنحيته». على طرف نقيض، نفى عبد القادر أمشبك عضو المكتب السياسي تواجد حالة من التشرذم والتوتر داخل المكتب السياسي بسبب تداعيات الحقائب الدبلوماسية والوزارية، معتبرا أنّ الأمر سابق لأوانه على اعتبار أن الدستور الحالي للبلاد لم يلزم الرئيس بتعيين وزير أول جديد أو استبدال الطاقم الحكومي تبعا لنتائج التشريعيات، ما يجعل بوتفليقة حرا في اختياراته. وأوضح مشبك أنّ الممارسة الديمقراطية في الجزائر ناشئة والقاضي الأول في البلاد يعمل على مرافقتها وترشيدها وتقويتها، حتى تصبح القوى السياسية بالجزائر محددة، متوقعا أن تتاح لحزبه الفرصة لفرض نفسه عبر مؤسسات الدولة. وأرجع مشبك تأخر تشكيل الحكومة عن موعدها إلى خصوصية الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد على غرار نهاية السنة الدراسية والامتحانات المصيرية لأطوار الدراسية الثلاثة، فضلا عن عملية التحضير للاحتفال بذكرى استرجاع السيادة التي تشترك في اعدادها جميع الدوائر القطاعية، مدرجا ما تقتضيه أجندة رئيس الجمهورية المرتبطة بالأوضاع المتطورة بالمنطقة. من جانبه، استبعد «عبد الحميد سي عفيف» القيادي في الأفالان ما راج عن استفادته من حقيبة دبلوماسية خلال الأيام القادمة، نافيا احتمال خروجه عن بيت الطاعة في حالة تكرار سيناريو إقصائه من التمثيل الدبلوماسي غداة رئاسيات 2004.