يشتكي مواطنون في مناطق عديدة ببسكرة من رداءة نوعية بعض منتوجات الخضر المعروضة بأسواق المدينة، خاصة أسواق التجزئة التي تعرض منتوجات من الخضر والفواكه ذات الانتاج المحلي الذي تعرف به واحات وبساتين مناطق الزاب الغربي والشرقي الذي يمتد على هكتارات واسعة، فضلا على تواجد المئات من البيوت البلاستيكية التي باتت تنتج أطنانا من الخضر التي يتم تسويقها بالعديد من ولايات الوطن خصوصا ذات الإستهلاك الواسع منها والتي تشتهر بانتاجها مناطق الدوسن، زريبة الوادي، لغروس فوغالة ليوة وغيرها. أبدى زبائن أسواق وسط المدينة تخوفهم من ظهور منتجات من الخضر تتميز بحجمها الكبير إلى درجة لاقت استغراب بعض العارفين بمجال الفلاحة الذين أكدوا أن طبيعة نمو المنتوجات الفلاحية المعروضة بالأسواق غير طبيعي، نتيجة بروز بعض الخضروات في حجم كبير على غير العادة الأمر الذي بعث نوعا من القلق لدى المستهلكين والزبائن فيما لاقت الوضعية استحسان البعض الآخر ممن اعتقدوا أن المنتوجات المعروضة بالأسواق من النوعية الجيدة حسب البائعين. وفي سياق ذلك، أكد أحد فلاحي منطقة الدوسن أن لامبالاة الفلاحين الذين يلجأون لسقي أراضيهم بمياه غير صالحة للري، ساهم في تفاقم الوضعية التي باتت تهدد صحة المواطنين بشكل كبير، وأكد المتحدث أن لجوء بعض الفلاحين إلى استعمال مياه الصرف الصحي كبديل لمياه الأمطار والآبار التي تراجع مردودها في الموسمين الأخيرين دفع العديد من الفلاحين بالمناطق المترامية من الولاية إلى استعمال مياه الصرف الصحي رغم خطورتها على سلامة المستهلكين في غياب كلي لمختلف أنواع الرقابة وإغفال المصالح المختصة التي ساهمت بإهمالها للوضعية في تفاقم الوضع. وأضاف المتحدث ذاته أن مساحات واسعة بمنطقتي لمسيد وفلياش بمدينة بسكرة تسقى بمياه الصرف الصحي رغم تدخل الجهات المعنية في العديد من المرات السابقة لغلق منابع تلك المياه لكن إصرار الفلاحين على مواصلة ذلك دفعهم إلى غلق مجاري مياه الأوبئة وتركيب مضخات المياه لاستغلال مياه القاذورات في ري مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية التي تزود أسواق وسط المدينة بمنتوجاتها الفلاحية بمختلف أنواعها. وعلى صعيد متصل أكد فلاحون أن تداول بيع منتوجات فلاحية بالأسواق في غير مواسمها دليل على استعمال طرق غير سليمة في نموها قصد الإستعجال في نضجها وبيعها بأسعار مضاعفة، موضحا في الوقت ذاته أن خطر ذلك كبير على صحة المستهلكين الذين يجهل أغلبهم طبيعة ذلك ودرجة تأثيره على الصحة العمومية. ويشدد هؤلاء على استغلال الأرض الفلاحية لانتاج أنواع مختلفة من الخضر والفواكه خلال موسم واحد يعتبر خطرا عليها، مشيرين إلى تضرر هكتارات واسعة من الأراضي نتيجة ذلك الإفراط في استغلال الأرض لانتاج أطنان من الخضروات، للإشارة فإن مصالح الدرك الوطني باشرت منذ مدة بالتنسيق مع المصالح المختصة تحقيقاتها حول اكتشاف خمسة مناطق بضواحي أولاد جلال وسيدي خالد لجأ أصحابها إلى سقيها بمياه الصرف الصحي.