كشف «بوعبد الله غلام الله» وزير الشؤون الدينية والأوقاف أمس، إنّ المجلس العلمي المنصّب حديثا، سيكون منبرا رسميا للفتوى بالجزائر، وستلتزم الوزارة بتوجيهاته وقراراته، وكذلك الأمر بالنسبة لكافة الأئمة والمواطنين، قائلا بالمقابل أنّ مفتي الجمهورية هي «مؤسسة قائمة بذاتها» و»إنشاؤها وتنصيب أعضائها من اختصاص رئيس الجمهورية لوحده». في تصريحات حصرية خص بها «السلام»، قال المتحدث أن المجلس العلمي سيكون إضافة نوعية وسيتكفل المجلس العلمي بمهمتي التوجيه والإرشاد في مسائل الدين والشريعة، مشيرا إلى استفادته من هيكلة ومرافق نوعية، في صورة عدد من المكاتب المختلفة المهام، وقاعة للمحاضرات تتسع ل 250 مقعد ضمن جناح المجلس العلمي، مما سيسمح باستيعاب حشود الأئمة المشاركين في مختلف محاضرات الوزارة ولقاءاتها الدورية. بهذا الشأن، أوضح «عمار طالبي» رئيس المجلس العلمي إنّ مسألة اعتماد الجزائريين على المجلس المذكور كمنبر للفتوى والاستشارات الدينية ستأخذ وقتا قبل التعود على الأمر، الذي يتطلب وعيا وتوجيها إعلاميا واسعا، بحكم اعتمادنا سابقا على الفضائيات الأجنبية الخاصة ببعض الدول العربية الإسلامية للفصل في عدد من القضايا. في سياق متصل، رفض غلام الله الخوض في مسألة مفتي الجمهورية التي طالت مدة الحسم فيها، في ظل استمرار احتفاظ رئيس الجمهورية بملفها على طاولته الخاصة، وأوضح الوزير أنّ القاضي الأول في البلاد هو المؤهل للبت في مؤسسة بحجم مفتي الجمهورية وما يتصل بها. وأوضح غلام الله على هامش تفقده لأشغال إنجاز مسجد «حمزة بن عبد المطلب» بمدينة بني عمران أن هذه الهيئة الجمهورية «لا تتعارض في حالة تنصيبها من طرف رئيس الجمهورية لاحقا مع مهام المجالس العلمية المحلية المكلفة بالفتوى التي استكملت الوزارة تنصيبها على مستوى كل ولايات الوطن». وأضاف الوزير أن هذه المجالس المحلية هي «في خدمة جميع الجزائريين ومهامها الأساسية تتمثل في الإفتاء والتوجيه الديني والفصل ومعالجة المسائل الفقهية المتجددة والطارئة» في مختلف المجالات والشؤون الحياتية واليومية للمواطنين. وأبرز غلام الله تسارع نشاطات مصالحه لإتمام تجهيز مختلف المساجد عبر الوطن في أحسن حلة لاستقبال المصلين في شهر الصيام قائلا: «لقد شددت على مكاتب الدراسات بالسهر على ضمان إتمام أشغال ترميم و تجميل عدد من المساجد على غرار المسجد المركزي الكبير لبلدية الشراقة و عدد من مساجد المدن الكبرى قبل حلول الشهر الفضيل «. وفي كلمة ألقاها بمسجد حمزة بن عبد المطلب، ذكر الوزير أن مدينة بني عمران العريقة في حاجة ماسة إلى صرح ديني وتعليمي يستوعب الوافدين على المسجد القديم للمدينة الذي لم يعد يستجيب لكل الاحتياجات. كما نوه الوزير بالدور الذي أصبحت تلعبه وتقدمه تطوعا مختلف لجان المساجد ومنها لجنة المسجد لمدينة بني عمران في تجسيد وإنجاز بيوت الله «على أحسن وجه» و»بشكل معماري مميز» داعيا المواطنين إلى «تضافر الجهود والتعاون فيما بينهم لإنجاز المساجد بغرض جمع كلمة الشعب وتوحيدها خدمة للوطن». تناول غلام الله في كلمته «الدور التربوي والعلمي الهام» الذي يجب أن تلعبه مختلف المساجد والزوايا والمدارس القرآنية عبر الوطن خاصة في شهر رمضان المعظم. إلى ذلك، فتح غلام الله، النار على إدارة الأزهر التي تواصل بحسبه تبني مبدأ المماطلة تجاه 40 إماما جزائريا الذين تقدموا للتكوين بالجامع، مستنكرا سياسة التعسف الممارسة ضدهم رغم المستوى العلمي العالي الذي يتميزون به. وطالب غلام الله إدارة الأزهر بضرورة التخلي عن «موقف غير منصف» تجاه الأئمة الجزائريين، مع أنّ هؤلاء «متفوقون علميا» كما وصفهم الوزير، الأمر الذي سمح لبعضهم بالتدريس سابقا بالأزهر - على حد تأكيد المتحدث - الذي امتعض من مبررات أئمة الأزهر الذين يواصلون الطعن في مستوى الأئمة المحليين. كما أكد الوزير وجود اتصالات مع الجانب المصري في هذا الشأن لم تتمكن لحد الآن من تفعيل القضية، مشيرا إلى أن زيارة شيخ الأزهر للجزائر بعد عيد الفطر ستكون الفرصة المناسبة للحسم في مستقبل هؤلاء الأئمة بشكل نهائي.