جدد سكان حي لوميار المتواجد بالأبيار مطالبهم للسلطات المحلية بإعادة ترحيلهم لسكنات لائقة، وهذا في أقرب الآجال، بعد تحول الوضعية المعيشية لأكثر من كارثية، خاصة في الفترات الأخيرة، حيث أفاد السكان ل “السلام” أنّ حيهم يفتقر لأدنى الشروط الضرورية للعيش الكريم، ما حوّل حياتهم إلى جحيم حقيقي صعّب عليهم التأقلم مع الظروف المحيطة بهم. في تصريحات خاصة ب “السلام”، أبرز سكان الحي المذكور مكابدتهم على مدار ثلاثة عقود لمعاناة طال أمدها، وهو وضع دفعهم لمناشدة السلطات العليا حتى تتدخل على نحو عاجل، وتوعدوا بتصعيد الاحتجاج للمطالبة بحقهم، وأبدى هؤلاء استياءهم وتذمرهم الشديدين من تحول سكناتهم لجحور تفتقر لأبسط ضروريات الحياة، حيث باتت هذه الأخيرة لا تتحمل قساوة الطبيعة نتيجة التصدعات والتشققات التي حلّت بها، نظرا للظروف المناخية الصعبة التي شهدتها الجزائر في الشتاء الماضي وحوّلت مساكنهم لبقع بفعل تراكم مياه الأمطار التي ضاعفت من التسربات الحاصلة على مستوى الأسقف والجدران. وفي معاينات لمباني الحي، يبرز تآكل معظمها بشكل بات يهدد حياة قاطنيها وتعاظم شبح الموت تحت الردم، في وقت لا يزال الحي يفتقر لأهم متطلبات الحياة من ماء وغاز، ما جعل السكان يصارعون شقاء جلب والظفر بهما والتي باتت الهاجس اليومي لهم، إلى جانب ما يعانيه السكان من الغياب التام لقنوات الصرف الصحي. وزادت الوضعية سوءا خاصة في فصل الحر، حيث ساهمت في انتشار الأمراض والأوبئة، تبعا لغياب قنوات الصرف الصحي، وسط حرارة مرتفعة طبعت الجزائر في هذه الصائفة، وركّز السكان على أنّ تدهور الظروف المحيطة بهم، ساعد على تحول المكان لأرضية خصبة لتكاثر الجرذان والحشرات السامة التي أصبحت تهدد حياتهم خاصة في الأطفال، وسط عزوف عمال النظافة عن دخول الحي وتحججهم باهتراء الطرقات. في هذا الصدد، يناشد سكان 15 شارع لوميار بالأبيار، السلطات المحلية التدخل العاجل للنظر في قضيتهم وإعادة ترحيلهم إلى سكنات لائقة، خاصة بعدما مستهم عملية إحصاء السكنات الهشة لسنة 2007، ويطالب هؤلاء الجهات المسؤولة بتطبيق القرار الرئاسي للقضاء على السكنات الهشة، مؤكدين على نيتهم احتلال الشارع، إذا لم تتخذ السلطات المسؤولة الإجراءات اللازمة لانتشالهم من الموت بالأوبئة والردم.