دعت الجزائر إلى تقديم الدعم اللازم للمؤسسات الإنتقالية في مالي لمساعدتها على ضبط الأمن في البلاد والخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها، كما أعلنت رفضها تهميش الإتحاد الإفريقي في هذا الملف كمرجعية قبل أي منظمة أخرى في إشارة إلى التدخلات من أطراف أخرى، ولدى تدخله أول أمس. قال عبد القادر مساهل الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لدول الميدان بالنيجر، أنه من الضروري و»شرط مسبق» تدعيم المؤسسات المالية الانتقالية لتسوية المشاكل الأخرى التي يعرفها مالي. وأكد مساهل على ضرورة تحمّل مالي كامل مسؤولياتها في حماية سيادتها وأنه من الضروري «بناء دعمنا على قناعتنا بأن المسؤولية تعود باديء ذي بدء لأشقائنا الماليين». ودعا مساهل إلى مرافقة الماليين في اختياراتهم باحترام سيادتهم وتوفير شروط التمثيل والإجماع التي تمنح للحكومة أساسا الشرعية التي يتطلبها الوضع المتأزم في البلد. وعبر المسؤول ذاته عن موقف الجزائر المتمسك باعتبار الاتحاد الإفريقي السلطة السياسية المرجعية لتسيير الملف المالي على المستويات شبه الإقليمية والقارية أو الدولية»، والأمم المتحدة يبقى لها على حد قوله - دورا داعما للحلول المقررة على المستويين شبه الإقليمي والقاري». ولفت في هذا السياق إلى ضرورة التفكير في إعادة إحياء المسار «الذي شرعنا فيه بالجزائر في سبتمبر 2011 خلال انعقاد الندوة رفيعة المستوى حول الشراكة والأمن والتنمية». وفي الشق الإنساني ألح الوزير مساهل على ضرورة التكفل الملائم والحازم للمجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الجزائر تقوم بواجبها التضامني وقدمت مساعدة إنسانية بقيمة 5830 طن للاجئين الماليين في بلدان الجوار والأشخاص المهجرين في جنوب مالي. وأكد وزراء خارجية دول الميدان في نهاية اجتماعهم في نيامي أن إيجاد حل للأزمة في مالي يتطلب عملا حازما وعاجلا، معربين عن التزامهم بمرافقة هذا البلد الجار إلى غاية التطبيع التام للوضع السائد في هذا البلد. في بيانهم الختامي وجه المشاركون نداء ملحا للماليين لكي يتفقوا ويتصالحوا ويجتمعوا حول مبادئ الوحدة الوطنية والوفاق والسلم. كما أكدوا أن إيجاد حل للأزمة في مالي يتطلب عملا حازما وعاجلا. على صعيد آخر وصل وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسوليه الذي تقود بلاده وساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، صباح أمس إلى غاو شمال مالي حيث سيلتقي الاسلاميين الذين يسيطرون على المنطقة المنفصلة عن السلطة المركزية منذ أربعة أشهر. وبدأ باسوليه الذي يرافقه أحد مستشاريه وعدد من الصحافيين هذه الزيارة الأولى للمنطقة، بالتوقف في غاو المدينة الكبيرة التي تسيطر عليها حركة الجهاد والتوحيد قبل زيارة إلى كيدال (شمال شرق) معقل جماعة أنصار الدين التي يقودها إياد آغ غالي. ومنحت دول غرب إفريقيا مالي مهلة بعشرة عشرة أيام إضافية على الأقل لتشكيل حكومة وحدة وطنية، قبل اتخاد موقف نهائي والتدخل العسكري في شمال البلاد لإنهاء سيطرة المتمردين والجماعات الجهادية على المنطقة. وأدت إعادة تنظيم المؤسسات الانتقالية في باماكو التي أعلنها الرئيس بالوكالة ديوكوندا تراوري إلى تقليص كبير من صلاحيات رئيس الوزراء الشيخ موديبو ديارا، الذي أثار نشاطه القليل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة انتقادات متزايدة. وفي خطاب ألقاه الأحد الماضي أعلن تراوري العائد من يومين من باريس، حيث عولج بعد تعرضه إلى اعتداء عنيف في مكتبه في 21 ماي في بامكو، دعا إلى جمع الشمل وأن بلاده تخوض «سباقا ضد الزمن» وأن ساعة «الوحدة المقدسة» دقت.