وصف دحو ولد قابلية وزير الداخلية والجماعات المحلية أمس، إقدام عشرات من شباب ليبيا على حرق العلم الجزائري ب»الجريمة الخطيرة»، بعدما اندفع شباب ليبي متهور ليلة الأحد إلى الاثنين وقاموا بالاعتداء على السفارة الجزائرية بطرابلس على خلفية خسارة منتخبهم أمام الخضر. وعلى هامش عرض مخطط عمل حكومته على أعضاء مجلس الأمة، أكد ولد قابلية أنّ السابقة المشينة «أمر خطير جدا»، وكشف الوزير في تصريحات خاصة ب»السلام»، عن تلقي الدولة الجزائرية لاعتذارات رسمية من قبل مسؤولين ليبيين، مشيرا إلى أن مصالح وزارة الشؤون الخارجية باشرت إجراءات صارمة في هذا السياق مع الطرف الليبي، معلقا: «هناك مسؤولون من بين القادة الليبيين إتصلوا بنا عبر الهاتف للتعبير عن أسفهم عن هذا الحادث».إلى ذلك، سارعت السلطات الليبية إلى احتواء بوادر أزمة جديدة مع الجزائر بعد حادثة الاعتداء على السفارة الجزائرية بطرابلس عقب لقاء البلدين الأحد الماضي وقدمت اعتذارا للبعثة الدبلوماسية الجزائرية. وأكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن السلطات الليبية «أرسلت مسؤولين على أعلى مستوى في ليبيا إلى سفارة الجزائر وتقدموا بالاعتذار»، ولم يكشف مدلسي هوية المسؤولين الليبيين الذين قدموا هذا الاعتذار.وأوضح مدلسي «نحن بلغنا رسالة الجزائر على لسان سفيرنا بطرابلس وبدورهم بعث مسؤولون على أعلى مستوى في ليبيا وفدا إلى سفارة الجزائر وتقدموا بالاعتذار».وقامت مجموعة من الشباب الليبي عقب مباراة الخضر مع ليبيا ليلة الأحد الماضي بمحاصرة مقر السفارة الجزائرية، وقام أحدهم بإنزال العلم الذي كان يرفرف فوقها وقام بإحراقه في مشهد استعراضي وسط هتافات عدائية، وأصدرت وزارة الخارجية بعد هذه الأحداث بيانا أعربت فيه عن «أسفها للأحداث «وقالت «نعرب عن اقتناعنا بأن مثل هذه الأحداث المصطنعة غير قادرة على التأثير في مسار العلاقات التاريخية للصداقة والتعاون بين الشعبين الشقيقين». كما طالبت الجزائر السلطات اليبية بحماية «مقار بعثاتها الدبلوماسية والقنصلية بهذا البلد كما تنص عليه الاتفاقيات الدولية». وجاءت هذه الأحداث بعد مساعي من المسؤولين في البلدين لترميم العلاقات الجزائرية الليبية التي عرفت تدهورا منذ اندلاع الأزمة في ليبيا.