عبّر شباب حي 720 مسكن في عين النعجة. والمتواجد على مستوى إقليم بلدية جسر قسنطينة، عن انزعاجهم الشديد من نقص المسجل في مرافق الترفيه و التسلية على غرار الملاعب الجوارية والقاعات الرياضية، وهو الأمر الذي جعلهم دائمي البحث عن الفضاءات التي تسمح لهم بامتصاص أوقات فراغهم اليومي و التي من شأنها التقليل من الروتين الذي يتخبطون فيه، وخاصة في أيام العطل أين يكثر التردد على مثل هذه الأماكن. في هذا الشأن، أطلع شباب البلدية ممن تحدثوا إلى “السلام” عن المعاناة التي يتجرعونها يوميا، وهذا بسبب النقص المسجل في مرافق الترفيه والرياضة، وهو الأمر الذي اضطرهم إلى التنقل إلى الأماكن المجاورة لأجل ملء أوقات فراغهم منها المقاهي، هذه الأخيرة التي باتت المتنفس الوحيد لهم، كما أفاد هؤلاء الشباب في معرض حديثهم أنهم أضحوا يلجؤون للقاعات الرياضية المتواجدة بالمناطق المجاورة، وهذا من أجل ممارستهم لرياضتهم المفضلة بيد أن تلك القاعات تكون في غالب الأحيان بعيدة عنهم، فضلا عن أنها باتت تكبدهم مصاريف زائدة، وهو الوضع أرقهم وأرهق كالهم في كثير من الأحيان خاصة وأن معظم المتحدثين من هؤلاء الشباب يعانون هاجس البطالة من جهة وغلاء المعيشة من جهة أخرى. كما اشتكى المتحدثون من جهة أخرى من غياب دور السلطات المحلية، فعلى الرغم من النداءات العديدة التي توجهوا بها لمسؤولي البلدية، لأجل انجاز فضاءات تمكنهم من ملء أوقات فراغهم وكذا ممارسة مختلف النشاطات التي يرغبون فيها، غير أنه واستنادا لتصريحات معظم الشباب فإن الجهات الوصية لم تجسد أي مشروع انشاء مرافق للترفيه والتسلية من شأنها أن تخفف عنهم الضغط وترفع عنهم عناء التنقل إلى المناطق المجاورة، وهو الأمر الذي أثار امتعاض الشباب من هذا الوضع الذي جعلهم يعيشون في فراغ رهيب، وهذا في ظل غياب المرافق الضرورية على مستوى البلدية، والتي من المفروض على السلطات المحلية توفيرها -حسب تصريحات هؤلاء الشباب-. وعليه، يناشد شباب حي 720 مسكن بعين النعجة في بلدية جسر قسنطينة، الجهات الوصية وعلى رأسها مديرية الشباب والرياضية، بذل كل الجهود في سبيل توفير مختلف مرافق التسلية وكذا القاعات الرياضية للشباب، وهذا من أجل أن تنسيهم متاعب الحياة اليومية وترفع عنهم عناء التنقل إلى المناطق المجاورة التي تستدعي الجهد وتوفير المال على حد سواء، كما أنها تبعدهم عن الآفات الاجتماعية خاصة وأن أغلب هؤلاء الشباب أكدوا في سياق تصريحاتهم بأنهم باتوا يفكرون في الهجرة من البلد وهذا في إطار ما يعرف “بالحرڤة”. إلى ذلك، جدّد سكان الصفيح بقرى الشوك، ديار الخدمة، والسمار بجسر قسنطينة مطالبتهم بالترحيل، أين شدّد لنا قاطنو بيوت الصفيح استمرار مناشدتهم للسلطات المحلية، وكذا الولائية قصد انتشالهم من خطر تزداد احتمالات وقوعه بسبب ما قد يحدثه تسرب المياه إذا ما تساقطت كميات معتبرة من الأمطار، وهذا ما يحدث بالضبط مع جل الأحياء القصديرية السالفة الذكر التي لا يزال سكانها متخوفون لحد الساعة من وقوع كوارث قد تنتهي بوضع حد لحياتهم، في حين لم يبدو أي أمل في الرحيل الذي فسروه بعدم مبالاة السلطات لهم، وحتى لدى زيارتهم لمقرات البلدية كجسر قسنطينة بغية الاستفسار عن وضعيتهم إلا أن مسؤولة البلدية المذكورة ترفض استقبال المواطنين حتى في المواعيد المحددة لذلك على -حد قولهم-. وباتت هذه العائلات تترقب في كل لحظة أوان انتقالها إلى سكنات محترمة قد تنسيهم ألام الماضي والحاضر القاسي، الذي تعيشه نتيجة المعاناة التي يصارعونها، خاصة خلال فصل الشتاء، الذي تحول أمطاره مكان إقامتهم إلى حاويات تتجمع بها مياهها، حيث لم تعد للحياة أية قيمة في ظل الجحيم الذي يعيشونه -حسب تصريحاتهم-. وأوعز المجاهد حمزة، وهو أحد قاطني البيوت الفوضوية: “الكوخ الذي أقطنه أنه لم يعد يصلح بأن نسموا أنفسنا أبناء هذا الوطن، رغم أننا نحمل أوراقه وجنسية لا بل دمه، زيادة على أننا جاهدنا لطرد المستعمر بغية التنعم في بلادنا والعيش بحرية في كنف الاستقلال إلا أن ذلك لم يتحقق بعد، فلقد كنا سابقا نقطن العشش بالديس”، ولازلنا اليوم في نفس الحياة التي كنا عليها سابقا، فلا فرق بين عيشنا في ظل الاحتلال وبين اليوم الذي ندعو بأننا مستقلين لا بل مازلنا محتلين من قبل مسؤولينا الذين لم يبدو لنا أي حق من حقوقنا الشرعية. أمام الإهمال وصمتها والذي من واجبهم السهر على توفير الحياة الكريمة للمواطن من خلال تطبيقهم للقوانين والتزامهم بتشريعاتها”. وأجمع العديد من سكان الصفيح على أن ظروفهم أصبح وصفها مستحيلا، تبعا لتراكم المشاكل والأخطار التي يواجهونها على جميع الأصعدة، الأمر الذي زاد الوضع سوءا وتدهورا ما جعل حياتهم في فوهة بركان ينتظر اللحظة المحددة لينهي حياتهم، على أن هذه الظروف ليست لشهور أو سنة فقط بل منذ أعوام طويلة ، ليضعوا أنفسهم أمام الأمر الواقع الذي وجدوه مر ، هي نفس التعابير والكلمات التي يحملها أبنائهم وهم في عمر الزهور، أين تحدثت هذه الشريحة من التلاميذ بمختلف الأطوار الدراسية “للسلام” بحرقة كانوا قد أسموها واعتبروا ذلك فرصة لإخراج ما يلج بصدورهم قائلين: “أن حيهم يفتقر للتهيئة وهو عبارة عن أمكنة غير صالحة حتى لإسكان جرذ، فنحن نفكر دوما بأننا بالشارع فلا منزل لدينا ولا عمل لآبائنا”.