قام أولياء التلاميذ بمدرسة بوديسة يحيى ببلدية شفة في ولاية البليدة، بمنع أبنائهم من الدخول للأقسام والدراسة احتجاجا على المعلمة “ع.ن” الني تدرس بالابتدائية والتي عادت بعد حوالي شهر من قرار التوقيف الذي صدر في حقها من طرف مديرية التربية لولاية البليدة، على إثر إحالتها على المجلس التأديبي الشهر المنصرم، بعدما ثبت أنها مصابة باضطرابات عقلية، حيث عادت المعلمة لمزاولة عملها بداية الأسبوع الماضي، حاملة معها قرار استئناف العمل بشكل عادي، وهذا ما تفاجأ له الطاقم التربوي خاصة مدير المؤسسة الذي حذّر الطاقم التربوي من التعرض لها أو الدخول في مناوشات معها، إلا أنها في اليوم الأول لمزاولة عملها طلبت من التلاميذ تمزيق وقطع كل الدروس التي أخذوها من المعلم المناوب، وهذا ما أثار حفيظة المعني بالأمر الذي حاول معارضة القرار، إلا أنها انتفضت قائلة “لا توجد أي قوة تفصلني من منصبي”،أولياء التلاميذ الذين توجهوا إلى المدرسة في الفترة المسائية ومنعوا التلاميذ من دخول الأقسام، تعبيرا عن رفضهم مزاولة المعلمة عملها وتدريس أبنائهم بعدما قامت بتمزيق كراريس أحد التلاميذ، وعلى هذا الأساس اتصل مدير المؤسسة بالأمين العام لمديرية التربية من أجل إعادة النظر في قضيتها وطلب منه أن يبلغها باستدعاء المديرية الفوري لها، إلا أنها لم ترضخ لأوامر الأمين العام وعادت في الفترة المسائية، هذا ما تطلب حضور عناصر الأمن الذين استنجدت بهم هذه الأخيرة مدعية أن أولياء التلاميذ حاولوا الاعتداء عليه،ا وأوضحت من جهتها رئيسة جمعية أولياء التلاميذ، أن الوضع بلغ ذروته وأن أولياء التلاميذ لن يتراجعوا عن مطالبهم، وكان من المقرر عقد اجتماع طارئ مع مدير المؤسسة أمس، إلا أن تصرفاتها عجلت بإثارة غضب أولياء التلاميذ، فيما ذكر أحد أولياء التلاميذ أن الوضع دفعهم إلى تجاوز الخطوات الكلاسيكية التي يجب اتخاذها في الجانب القانوني، مشيرا في ذات السياق أنه نفذ صبر أولياء التلاميذ الذي طال أمده منذ أربع سنوات، في انتظار ما تسفر عنه التطورات لاحقا، للتذكير المعلمة في العقد الثلاثين من العمر منحدرة من الغرب الجزائري مقيمة بالبليدة، بدأت مسيرتها قبل سبع سنوات التحقت بالتعليم رغم أنها مصابة بإضطرابات عقلية ونفسية، جعلتها تنتقل من مدرسة لمدرسة ببلدية شفة، نظرا للمشاكل التي تسببت فيها هذه الأخيرة مع الطاقم التربوي الذي كانت تبدي له الكثير من الحقد والعدوانية في تنقلها بين المدارس الإبتدائية فرجة قويدر، ابن خلدون لتصل إلى مدرسة بوديسة يحيى قبل ثلاث سنوات، حيث حصلت على قسم السنة الأولى الذي تابعت تدريس تلاميذته مدة ثلاث سنوات، عاش فيها التلاميذ أصعب المراحل أثرت فيها حالتها النفسية التي زرعت الخوف والرعب في نفسيتهم، جعلتهم دون مستوى أقرانهم إلا أن ذلك لم ينعكس في النتائج المحصل عليها لأنها كانت في كل مرة تملأ كشوف النقاط بعلامات حسب مزاجها دون إجراء إمتحانات، وهذا ما أخفى طبيعة العمل التي كانت تظهر جد عادية لمدير المؤسسة وأولياء التلاميذ الذي طالبوا قبل يومين توقيفها عن تدريس أبنائهم، وكان رد مديرية التربية أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة في الأيام المقبلة، وهذا ما حدث فعلا، إلا أنها كانت تمتاز ببعض التصرفات التي صنفتها في خانة الأشخاص غير العاديين بعدما حولت قسمها إلى مطبخ وأصبحت تتسوق لتجلب كل أنواع الخضر بما في ذلك السردين في بعض الأحيان، لتلعب دور ربة البيت أمام أعين التلاميذ الذين لم يتجرؤوا يوما على الحديث عن تصرفاتها الشاذة التي تخلت بها عن الإهتمام بالتلاميذ وتلقينهم الدروس كباقي المعلمين، وما زاد الوضع سوءا هو وقوعها في مناوشات حادة مع أولياء التلاميذ الذين كانوا يعارضون ويشتكون إعتدائها المستمر على أبنائهم، لدرجة مطالبة مدير المدرسة بطردها في حدود صلاحياته، حيث كان في كل مرة يسوي الأوضاع جاهلا بمصير التلاميذ ومستواهم المتدني، ناهيك عن المناوشات التي كانت تثيرها مع الطاقم التربوي، ففي نهاية السنة المنصرمة دخلت في مناوشات حادة مع إحدى المعلمات بدون سبب حيث انهالت عليها بالسب والشتم أمام زملائها، وهذا ما أثار حفيظة أعضاء الطاقم التربوي الذي كان شاهدا على أن إتهاماتها باطلة ضد المعلمة المدعوة “ن.مناصرية” وعلى هذا الأساس قاموا بتحرير تقرير رفعوه إلى مديرية التربية طالبين منها التدخل والنظر في أمر المعلمة “ن.عدة” التي تجاوزت الحدود، وباتت تشكل خطرا على التلاميذ بالدرجة الأولى، وفي ذات الوقت حصل مدير المدرسة على وصفة طبية بعدما تعرضت هذه الأخيرة لصعوبة التنفس باعتبار أنها مصابة بداء الربو، وعندما نقلت من طرف أعوان الحماية المدنية إلى العيادة المتعددة الخدمات بموزاية أثبت الطبيب المعالج أنها مصابة بإضطرابات نفسية وعقلية تتطلب عرضها على مختص في الأمراض العقلية، وسلم المدير وصفة طلب المتابعة بمستشفى فرانس فانون للأمراض العقلية في البليدة، هذه الرسالة كانت حجة مدعمة للتقرير الذي رفع لمديرية التربية التي استعجلت الرد عليه في الأسبوع الأول من الدخول المدرسي، حيث أبلغت مدير المدرسة بتوقيفها وهذا ما قام به صبيحة الأمس، حيث قدمت إلى المؤسسة كالعادة إلا أنه أخرج التلاميذ وطلب منها الاستفسار لدى مصالح مديرية التربية التي أمرت بالتوقيف التحفظي للمعنية بالأمر.