أصدرت مديرية التربية لولاية البليدة قرارا لتوقيف معلمة في الطور الابتدائي المدعوة "ن.عدة" بمدرسة "بوديسة يحيى" عن التدريس وإحالتها على المجلس التأديبي في الأسبوع الأول من الدخول المدرسي، يأتي ذلك تبعا للتقرير الذي رفعه مدير المدرسة والمعلمون نهاية الموسم الدراسي، بعدما ثبت أنها مصابة باضطرابات نفسية باتت تشكل خطرا على التلاميذ والمعلمين على حد سواء. واقع مرير صاحب المعلمة في العقد الثلاثين من العمر منحدرة من الغرب الجزائري، مقيمة بالبليدة، بدأت مسيرتها قبل سبع سنوات التحقت بالتعليم رغم أنها مصابة باضطرابات عقلية ونفسية، جعلتها تنتقل من مدرسة لمدرسة ببلدية شفة نظرا للمشاكل التي تسببت فيها هذه الأخيرة مع الطاقم التربوي الذي كانت تبدي له الكثير من الحقد والعدوانية في تنقلها بين المدارس الابتدائية "فرجة قويدر"، "ابن خلدون" لتصل إلى مدرسة "بوديسة يحيى" قبل ثلاث سنوات، حيث حصلت على قسم السنة الأولى الذي تابعت تدريس تلاميذ مدة ثلاث سنوات، عاش فيها التلاميذ أصعب المراحل أثرت فيها حالتها النفسية التي زرعت الخوف والرعب في نفسيتهم، جعلتهم دون مستوى أقرانهم إلا أن ذلك لم ينعكس في النتائج المحصل عليها لأنها كانت في كل مرة تملأ كشوف النقاط بعلامات حسب مزاجها، دون إجراء امتحانات، وهذا ما أخفى طبيعة العمل التي كانت تظهر جد عادية لمدير المؤسسة وأولياء التلاميذ الذي طالبوا قبل يومين توقيفها عن تدريس أبنائهم وكان رد مديرية التربية أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة في الأيام المقبلة وهذا ما حدث فعلا. إلا أنها كانت تمتاز ببعض التصرفات التي صنفتها في خانة الأشخاص الغير عاديين بعدما حولت قسمها إلى مطبخ وأصبحت تتسوق لتجلب كل أنواع الخضر بما في ذلك السردين في بعض الأحيان، لتلعب دور ربة البيت أمام أعين التلاميذ الذين لم يتجرؤوا يوما على الحديث عن تصرفاتها الشاذة التي تخلت بها عن الاهتمام بالتلاميذ وتلقينهم الدروس كباقي المعلمين. وما زاد الوضع سوءا هو وقوعها في مناوشات حادة مع أولياء التلاميذ الذين كانوا يعارضون ويشتكون اعتدائها المستمر على أبنائهم لدرجة مطالبة مدير المدرسة بطردها وهذا ما يفوق صلاحياته، حيث كان في كل مرة يسوي الأوضاع جاهلا بمصير التلاميذ ومستواهم المتدني، ناهيك عن المناوشات التي كانت تثيرها مع الطاقم التربوي، ففي نهاية السنة المنصرمة دخلت في مناوشات حادة مع إحدى المعلمات بدون سبب حيث انهالت عليها بالسب والشتم أمام زملائها وهذا ما أثار حفيظة الطاقم التربوي الذي كان شاهدا أن اتهاماتها باطلة ضد المعلمة المدعوة "ن. مناصرية". وعلى هذا الأساس قاموا بتحرير تقرير رفعوه إلى مديرية التربية طالبين منها التدخل والنظر في أمر المعلمة "ن.عدة" التي تجاوزت الحدود وباتت تشكل خطرا على التلاميذ بالدرجة الأولى. وفي ذات الوقت حصل مدير المدرسة على وصفة طبية بعدما تعرضت هذه الأخيرة بصعوبة التنفس باعتبار أنها مصابة بداء الربو وعندما نقلت من طرف أعوان الحماية المدنية إلى العيادة المتعددة الخدمات "بموزاية" أثبت الطبيب المعالج أنها مصابة باضطرابات نفسية وعقلية تتطلب عرضها على مختص في الأمراض العقلية وسلم المدير وصفة طلب المتابعة بمستشفى "فرانس فانون" للأمراض العقلية وهذه الرسالة كانت حجة مدعمة للتقرير الذي رفع لمديرية التربية التي استعجلت الرد عليه في الأسبوع الأول من الدخول المدرسي، حيث أبلغت مدير المدرسة بتوقيفها وهذا ما قام به صبيحة الأمس حيث قدمت إلى المؤسسة كالعادة إلا أنه أخرج التلاميذ وطلب منها الاستفسار لدى مصالح مديرية التربية التي أمرت بتوقيفها.