أعلنت أمس وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة أن السلطات الموريتانية أبلغت عددا من الدول الصديقة لها باتهامها للمملكة المغربية بالوقوف وراء محاولة اغتيال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز رميا بالرصاص مساء السبت الثالث عشر من أكتوبر المنصرم. وقد أبلغت موريتانيا رسميا إحدى الدول الإقليمية أن حادث 13 أكتوبر كان محاولة اغتيال تشير أصابع الإتهام فيها إلى علاقة للمملكة المغربية بها، مؤكدة أن وضعه الصحي يتطلب بعض الوقت قبل أن يتمكن من استعادة وضعه الطبيعي. وأكدت الوكالة أنها اتصلت بالناطق الرسمي بوزارة الخارجية الموريتانية السفير محمد الأمين ولد علال للاستسفار عن الموضوع، لكن الأخير “نفى أي علم له بالموضوع”، مؤكدا أن وزارته “لم ترسل أي رسالة رسمية حتى اليوم بهذا الخصوص”. وأكمل ولد عبد العزيز شهره الأول خارج البلاد، دون صدور أي بيان رسمي حتى الآن حول حقيقة وضعه الصحي، والعلاجات التي تلقاها، ومتى سيكون بإمكانه العودة إلى البلاد، في ظل مطالبة المعارضة بإعلان حالة شغور منصب الرئاسة، والدخول في مرحلة انتقالية توافقية. وظل الغموض يكتنف محاولة الإغتيال التي تعرَّض لها الرئيس الموريتاني “محمد ولد عبد العزيز” وأسفرت عن إصابته بطلقات في الْمَعِدة والكَتِف، نُقِل على إثرها لتلقي العلاج في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بعد أنْ أُجريت له بعض الإسعافات الأولية في المستشفى العسكري في العاصمة الموريتانية “نواكشوط”. وقد تعددت الروايات الرسمية وغير الرسمية حول الحادث، والذي يُعدُّ الأول من نوعه في بلدٍ اعتاد على أسلوب الإنقلابات العسكرية كوسلية للإطاحة بالحاكم، بعيدًا عن اللجوء إلى الإغتيالات أو التصفيات الجسدية؛ مما أثار الكثير من التساؤلات حول الحادث. وعلى الرغم من أنَّ الرواية الحكومية تشير إلى أنَّ موكب الرئيس الموريتاني تعرَّض لنيران صديقة، وهو في طريق عودته إلى العاصمة “نواكشوط” من رحلة في شمالي البلاد؛ حيث اعتاد أنْ يقضي إجازته الأسبوعية في منتجعه الخاص قرب بلدة “بنشاب”، (65 كلم شمالي العاصمة نواكشوط). موضحة أنَّ الرئيس تعرَّض- بطريق الخطأ- إلى طلقٍ ناري من إحدى الوحدات العسكرية على الطريق، والتي اشتبهت في سيارة الرئيس، وهي الرواية التي أعلنها وزير الإعلام الموريتاني “حمدي ولد محجوب” في تصريحات له، وأكَّدها الرئيس في كلمته التي بثها التلفزيون الموريتاني قبل أنْ يغادر إلى فرنسا لاستكمال العلاج. إلَّا أنَّ المراقبين وشريحة كبيرة من الشعب الموريتاني يؤكِّدون أنَّ هذه الرواية غير مقنعة، خاصة في ظل الروايات التي تحدثت عن أنَّ الرئيس “ولد عبد العزيز” تعرَّض لمحاولة اغتيال نفَّذها مسلحون يستقلون سيارة كانت تسير في الإتجاه المعاكس لموكبه، فيما تحدثت مصادر أخرى عن أنَّ الرئيس تعرَّض لإطلاق النار أثناء قيامه بممارسة الرياضة، في حين أشارت رواية أخرى إلى تعرُّضه لمحاولة اغتيال أثناء تواجده في القصر الرئاسي.