انطلقت فعاليات أيام قرطاج السينمائية ليلة أمس السبت، في العاصمة التونسية، حيث ستحمل فعاليات نسختها ال24 عرض أكثر من مائتي فيلم من 44 دولة منها 15 دولة عربية و17 دولة إفريقية، فيما تقرر الاحتفال بالسينما الجزائرية عبر عرض العديد من الأفلام الثورية بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني. وفي المنافسات الرسمية دخلت السينما الجزائرية بسلسلة من الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية، حيث سيعرض المخرج رشيد بلحاج، فيلما يحمل عنوان “عطور الجزائر”، كما سيقدم مرزاق علواش عمله “التائب” علاوة على عرض الفيلم القصير “النافذة” للمخرج أنيس جعاد والفيلم الوثائقي “مقاطع من الحياة” للمخرج حميد بن عمارة. افتتحت الدورة بعرض الفيلم التونسي “ديغاج” أي “ارحل” للمخرج التونسي محمد الزرن، الذي يتناول فيه أحداث الانتفاضة التي أطاحت بالنظام التونسي السابق، والذي يروي مشاعر المواطنين التونسيين البسطاء الذين ثاروا ضد الظلم والاستبداد، كما يطرح الفيلم رؤية وثائقية للأحداث التي شهدتها تونس على خلفية معاناة الشعب التونسي من الظلم والاضطهاد والتهميش إبان عهد النظام البائد. ويتضمن برنامج هذه الدورة التي ستتواصل لغاية الرابع والعشرين من الشهر الجاري، تنظيم مسابقات للأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية فيما تمنح الجوائز الثلاث الذهبية والفضية والبرونزية للأفلام الثلاثة الأولى من كل مسابقة من مسابقات المهرجان الثلاث. وبالمناسبة تم اختيار لجان التحكيم من دول عربية وإفريقية مختلفة، من بينهم المخرج الجزائري عبد الحكيم مزياني، والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، في مسابقة الفيلم القصير وكاتب السيناريو “علي اللواتي” من تونس، والمخرج أحمد عبد الله من مصر في مسابقة الفيلم الطويل. وتبرز أهمية الطبعة ال24 الحالية لمهرجان قرطاج السينمائي، كونها تسعى إلى “إقامة السينما البديلة” التي تسمح لمحترفي الفن السابع في العالم العربي وإفريقيا بإقامة “سينماءاتهم” وإنتاج صورهم وإيصالها إلى العالم من خلال التحكم في مسالك التوزيع القائمة في بلدانهم باعتبار أن ذلك يعد احد الرهانات الجوهرية. للإشارة، قرر منظمو المهرجان الاحتفال بالسينما الجزائرية والسينمائيين الجزائريين بمناسبة الذكرى ال50 للاستقلال، من خلال عرض أهم منجزات الفن السابع في الجزائر. وتنظيم لقاءات مع محترفي السينما من منتجين ومخرجين وموزعين، علاوة على تنظيم موائد مستديرة حول الشراكة في الإنتاج ومراكز السينما وماضي وحاضر ومستقبل متحف السينما الجزائرية.