في تجربة نموذجية لبرنامج وطني للقضاء على البلاستيكية شرعت المديرية الولائية للتجارة في توزيع 50 ألف كيس ورقي على مخابز ولاية الجزائر وذلك في إطار حملة تعميم استعمال هذه الأكياس التي أطلقتها مؤخرا وزارة التجارة. وأكد مدير التجارة لولاية الجزائر، عبد الله بن حلة، على هامش انطلاق الحملة التحسيسية لتعميم استعمال الأكياس الورقية عبر مخابز الجزائر العاصمة، أنه تم الشروع في “توزيع 50 ألف كيس ورقي عبر ولاية الجزائر كتجربة نموذجية” وكبداية لتطبيق برنامج وطني للقضاء على استعمال الأكياس البلاستيكية في تغليف المواد الغذائية. وتنقل أعوان المراقبة والتحسيس التابعين لمديرية التجارة لولاية الجزائر، بين مختلف المخابز بكل من بلديات الأبيار والشراقة وزرالدة واسطاوالي، حيث تم توزيع كميات متفاوتة من هذه الأكياس، طالبين من الخبازين الانخراط في العملية التحسيسية التي ستعود بالفائدة على المستهلك. كما أوضح بن حلة، أن نجاح حملة التحسيس والتوعية بأهمية الكيس الورقي وفوائده الصحية مرتبط بمدى “اقتناع واستجابة الخبازين والمواطنين معا” وأن العمل اليومي والجواري مع هؤلاء ستظهر نتائجه في “الوقت المناسب” وبالموازاة يجب توفير كميات كافية من هذه الأكياس لمدة 3 أشهر على الأقل حتى يصبح الطلب عليها سلوكا استهلاكيا، لدى الجميع. كما أكد المسؤول أنه لا يمكن لمصالح التجارة في المرحلة الحالية أن تفرض على الخبازين تحمل مصاريف الأكياس الورقية”، لأن ذلك “سينعكس على سعر الخبز الذي هو بالأساس مدعم من قبل الدولة”. وأشار في السياق ذاته، إلى أن “أعوان المراقبة والتحسيس التابعين لمفتشيات التجارة ال 13 بولاية الجزائر، يسعون في تواصلهم مع الخبازين إلى إقناع بعض الخبازين بتحمل تكلفة هذه الأكياس خاصة بالنسبة للمخابز التي تعتمد على إنتاج مختلف أنواع الخبز والحلويات”. وأضاف أن احتياجات الجزائر العاصمة من الأكياس الورقية “قدرت في حدود 800 ألف إلى 900 ألف خبزة يوميا”، ما يتطلب توفير هذه الأكياس بشكل دائم. وستتكفل مديرية التجارة لولاية الجزائر، حسب مديرها، “بتوزيع” هذه الأكياس على مختلف المخابز التي تحصيها ولاية الجزائر والمقدرة ب 675 مخبزة، ناهيك عن المساحات التجارية المرخصة لبيع الخبز، وذلك بتخصيص كوطات تستجيب للكميات التي تنتجها يوميا كل مخبزة. وفي انتظار أن تجد وزارة التجارة “آليات ناجعة” لتعميم هذا الإجراء على المستوى الوطني، أكد بن حلة، أن التحسيس والتوعية ونشر المعلومة وسط التجار والمستهلكين “يتطلب وقتا طويلا” حتى يصبح التخلي عن الكيس البلاستيكي “سلوكا عفويا”. ودعا الجمعيات والأفراد للتفكير في أهمية التخلي عن الأكياس البلاستكية وأضرارها الصحية، وكذا البحث عن طرق أخرى لحفظ الخبز إما بالكيس الورقي أو استعمال الأكياس القماشية التي كانت تصنعها ربات البيوت في وقت مضى. وخلص المتحدث بالقول أنه في المرحلة الحالية “لن يتم منع” استعمال الكيس البلاستيكي وذلك في انتظار توفير القدر الكافي من الأكياس الورقية كبديل صحي وبيئي. من جهة أخرى، يتم التحضير لإطلاق حملة تحسيسية ثانية بخصوص تبذير الخبز، إذ ينتظر تنظيم لقاءات جوارية أسبوعية في الساحات العامة ومع مسيري المطاعم العامة والمطاعم الجامعية وأصحاب المؤسسات التربوية ورياض الأطفال وكل المعنيين باستهلاك مادة الخبز التي أصبحت ترمى بكميات هائلة، وفق ذات المصدر.