جراء تأثير الضرائب إلى جانب معوقات أخرى أعرب نحالون من بومرداس ومن ولايات مختلفة من الوطن مشاركون في صالون وطني للعسل ومشتقاته ببومرداس، عن تخوفاتهم الشديدة من تأثير الضرائب وتراكمها عليهم إلى جانب معوقات أخرى على مستقبل مهنتهم. وفي هذا الصدد قال عدد من النحالين، على هامش الطبعة الخامسة للصالون الوطني للعسل ومشتقاته بمدينة بومرداس، أن مستقبل هذه الحرفة العريقة أصبح تقريبا معلقا بمصالح الضرائب، مطالبين بضرورة مسح الضرائب القديمة المستحقة عليهم منذ سنوات وحصر الجديدة منها على الأرباح فقط حتى يتمكنوا من دفعها . وأشار النحال أعمر صادور من ولاية تيزي وزو، إلى أن عدم منح امتيازات وتحفيزات لمنتجي العسل من طرف مصالح الضرائب، وفرض عليهم (المنتجون) دفع نسب سنوية غير معقولة، لايشجع المنتجين على التوسع في مستثمراتهم وترقية منتجاتهم في المجال . وتمنى نحالون آخرون، من مصالح الضرائب تفهم خصوصيات حرفتهم عند فرض هذه الضرائب الجزافية خاصة على أصحاب المهن الصغيرة منهم و ذلك بمراعاة فترات توقفهم عن العمل خلال فترات من السنة بسبب سوء الأحوال الجوية وغيرها من الأسباب . ويعاني النحالون إلى جانب ذلك، من مشاكل عديدة أخرى تحول دون تطوير و ترقية شعبة تربية النحل وإنتاج العسل بالولاية وعبر ولايات الوطن وتثمين الإمكانيات الهامة المتوفرة في المجال أهمها سوء التنظيم و غياب قوانين تنظيمية واضحة في المجال. وفي هذا الإطار كشف النحال “أقويلال.م” من تيقزيرت بولاية تيزي وزو، عن المعاناة التي يعايشونها يوميا بداية من مشكل التسويق وانعدام فضاءات قارة للتسويق إلى التسليم المتأخر للقروض الموجهة لإنتاج العسل ومشتقاته وإجبارية دفع المستحقات والفواتير في توقيت لا يتناسب مع بيع الغلة الأمر الذي يترتب عليه مشاكل في تمويل المنتجين بالمواد الأولية . كما اشار المنتج، إلى مشكل غياب الإحصائيات الدقيقة وبنك للمعلومات التي تحدد بالأرقام واقع الإنتاج والمردود في الشعبة، وإلى استعمال الأدوية بطريقة عشوائية وصعوبة محاربة و معالجة عن طريق المبيدات الحيوية بعض الأمراض خاصة منها مرض أو حشرة “الكوشني” التي تصيب ورق أشجار الكاليتوس وحشرة ” فاروا”. كما يعاني النحالون، يضيف بوشارب فؤاد، رئيس المجلس المهني لمربي النحل ببومرداس، من الانتشار والاستعمال العشوائي للأدوية وغياب بياطرة متخصصين في المجال والمراقبة ومخابر تحليل الجودة المتخصصة في المجال التي تمنح شهادات تأهيل ومطابقة المنتج والمشتقات. إلى جانب ذلك يعاني النحالون، يضيف رئيس المجلس المهني، من غياب قانون أساسي يضبط وينظم الشعبة ويحدد من هو النحال الحقيقي والنحال البسيط والمحترف المهني وغيرها، ومن انعدام الثقة في المنتج بسبب بيعه في كل مكان وفي الشوارع وتقلص المساحات النباتية والغابية الموجه لتربية وتغذية النحل وغلاء سعر كراء هذه الفضاءات تماشيا مع فصول السنة التي تتراوح ما بين 4000 و5000 دج للشهر الواحد.