عزفوا عن دعم جهود الدولة في محاربة الفيروس .. أمسكوا أيديهم عن ثرواتهم وتنكروا لمقولة “في وقت الشدة يبانو الرجال” في وقت هبّ رجال مال وأعمال في جل دول العالم إلى دعم جهود حكوماتهم في محاربة تفشي فيروس “كورونا”، من خلال تبرعهم بالأموال ووضعهم مؤسساتهم وشركاتهم بمختلف نشاطاتها تحت تصرف الدولة، غاب نظراؤهم في بلادنا عن المشهد في عز أزمة “كورونا”، وكأن لسان حالهم يقول “تخطي راسي”، إلى حد الساعة ورغم استمرار تفشي هذا الوباء في بلادنا وحصده في كل يوم ضحية جديدة، لم نسمع عن رجل مال أو أعمال، تبرع بمبلغ من المال لدعم جهود كبح تفشي الفيروس في الجزائر. باستثناء جزائريين خواص يملكون فنادق ومراقد عبر مختلف ربوع الوطن، وضعوها تحت تصرف السلطات العمومية قصد تحويلها إلى مراكز للحجر الصحي في حال اقتضى الأمر ذلك، فضلا عن يسعد ربراب، الذي أعلن أن مجمعه “سيفيتال” على استعداد للوقوف مع الشعب الجزائري للتصدي لفيروس “كورونا”، إلى جانب كمال مولى، المدير العام لشركة “venus” بالجزائر، الذي أعلن المساهمة في عملية الحد من انتشار فيروس “كورونا”، من خلال التبرع ب50 ألف قارورة ذات سعة 500 ml مضاد للبكتيريا لفائدة مستشفيات ولاية البليدة التي تستقبل أغلب الحالات المشتبه إصابتها بهذا الوباء، وكذا الحالات المؤكدة، لا أحد غير هؤلاء من رجال المال والأعمال الذين تزخر بهم الجزائر وكم هو كثر، وعدد المنضوين منهم تحت لواء منتدى رؤساء المؤسسات FCE خير دليل على ذلك، بادر بشيء ولو قليل من ماله لدفع جهود احتواء تفشي هذا الوباء في بلادنا، على عكس نظرائهم في باقي الدول العربية أو الغربية، الذين هبوا في وقفة رجل واحد من أجل دعم بلدانهم في حربها ضد “كورونا” سواء من خلال التبرع بالأموال، أو وضع شركاتهم ومؤسساتهم بمختلف نشاطاتها تحت تصرف السلطات في بلدانهم، واقع حال مؤسف أثبت أو جسد فعلا المقولة الشعبية الشهيرة “في وقت الشدة يبانو الرجال”، هذا من جهة، وأكد من جهة أخرى، أن رجال المال في بلادنا والذين جلهم إن لم نقل كلهم كونوا ثرواتهم بفضل امتيازات “خرافية” حصلوا عليها من العصابة في شكل دعم “قذر” لاستثماراتهم الفاشلة و العقيمة، تجلى في قروض مالية خيالية من مختلف البنوك، وهكتارات من الأراضي على أساس أن تقام عليها مشاريعهم حولت مع مرور الوقت إلى ملكيتهم الخاصة.