أكد أمس رئيس الحكومة الليبي علي زيدان، أن اختياره زيارة الجزائر كأول وجهة له منذ توليه رئاسة حكومة بلده جاء للتأكيد على معاني الوطنية والعروبة التي تجمع البلدين ومن أجل بناء مستقبل واعد، وأوضح زيدان الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر تدوم يومين في تصريح للصحافة عقب استقباله بمطار هواري بومدين الدولي من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة أن زيارته للجزائر، جاءت "للتأكيد على معاني العروبة والوطنية التي تعلمناها ونحن أطفال من الثورة الجزائرية فتكونت في أنسجتنا وسارت في دمائنا"، وأضاف "اخترت الزيارة الأولى للجزائر للتأكيد على هذه المعاني قولا وعملا ومن أجل مستقبل واعد يجمعنا على التعاون وعلى التفاهم الاحترام المتبادل وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية ". وأوضح زيدان "نود أن نكسب قلب الجزائر وعلاقة الشعب الجزائري ونقول لإخواننا في الجزائر أن علاقتنا ينبغي أن تكون علاقة محبة وتعاون"، مشيرا إلى أن العلاقة الثنائية بين البلدين "تكمن في الحب المتبادل بعيدا عن المصالح و المنفعة"، وحيا بالمناسبة الشعب والحكومة الجزائرية وأشاد بشخصية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قائلا "عرفنا الرئيس بوتفليقة مناضلا فذا وقبل ذلك دبلوماسيا بارعا وسياسيا يتسم بالعقل والمسؤولية وروح المبادرة الفعالة". وكان وزير الخارجية مراد مدلسي قد استقبل عشية الزيارة أول سفير ليبي بعد سقوط نظام القذافي الذي قدم له أوراق اعتماده كسفير مفوض فوق العادة لليبيا بالجزائر، وتعد زيارة زيدان الثانية لمسؤول ليبي بهذا المستوى للجزائر بعد زيارة الرئيس السابق للمجلس الإنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في أفريل الماضي والتي ساهمت في كسر الجمود الذي طغى على العلاقات بين البلدين منذ اندلاع الأزمة في ليبيا مطلع عام 2011. واقتصرت الاتصالات بين البلدين خلال هذه الفترة على التنسيق الأمني على الحدود المشتركة التى تمتد على مساحة ألف وخمسمائة كيلومتر، من أجل الحد من تدفق السلاح الليبي نحو الجزائر وتحرك الجماعات الجهادية. وينتظر أن يطغى الملف الأمني على المحادثات خلال زيارة علي زيدان بعد تدهور الأوضاع في شمال مالي التي القريبة من الحدود الجنوبية للبلدين. وفي الشق الاقتصادي تسعى شركة "سوناطراك" لاستئناف نشاطها في ليبيا بعد مغادرة حقول النفط التي فازت باستثمارات فيها في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي. ويلف الغموض مصير عائلة القذافي، التي استقبلتها الجزائر خلال شهر أوت 2011 حيث أعلن مسؤول ليبي مؤخرا مغادرتهم البلاد نحو وجهة أخرى في الوقت الذي التزمت السلطات الجزائرية الصمت حول الملف ولم تؤكد هذه المعلومات كما لم تنفها. ويشكل هذا الملف أهم نقاط الخلاف بين السلطات في البلدين ففي الوقت الذي تؤكد ليبيا على ضرورة تسلمهم لمحاكمتهم تؤكد الجزائر أنها استقبلتهم لدواعي إنسانية وأنهم ممنوعون من ممارسة السياسة أو التدخل في الشأن الداخلي لبلادهم. وقال مصطفى عبد الجليل، خلال زيارته السابقة للجزائر، "نحن نقدر الموقف الإنساني للجزائر بشان إيواء الأسر خاصة النساء والأطفال ولكننا على يقين بأن الجزائر سوف لن تحتضن من يشكل خطرا على أمن ليبيا"، وأضاف "انتهينا إلى أن كل من يشكل خطرا على ليبيا سواء بالتمويل أو التحريض سوف لن يكون له مكان في الأراضي الجزائرية".