بعد عمليات الترحيل الأولى التي مست عديد الأحياء القسنطينية المتضررة، كحي “سوطراكو” وحي أمزيان وحي النصر والحطابية، وكذا حي فج الريح جاء دور حي “السلام” المعروف بحي بسيف الواقع بمنطقة بومرزوق، حيث اتخذت السلطات المحلية لولاية قسنطينة، كافة التدابيراللوجيستيكية اللازمة لأجل ترحيل 750 عائلة كمرحلة أولى من ضمن 1400 عائلة تقطن في احياء متضررة أخرى نحو سكنات لائقة بعلي منجلي بالوحدة الجوارية رقم 01 -09 - 19. تدخل هذه العملية في إطار تحسين الإطار المعيشي للمواطنين، وذلك لتطبيق السياسة التي إتخذتها السلطات القسنطينية والرامية إلى القضاء على البناءات الهشة والأكواخ والأحياء القصديرية التي شوهت صورة عاصمة الشرق الجزائري على مدار عديد السنوات، وحسب مصادر مطلعة “للسلام” فقد تمت العملية التي انطلقت يوم أول أمس، في جو بهيج طبعته فرحة عارمة صنعتها العائلات المستفيذة من شقق ذات 3 غرف بالمدينة الجديدة، بعد رحلة عناء وشقاء رافقهم طيلة 25 سنة حملت ظروفا معيشية نغصت وتيرة العيش الطبيعي لسكان لم يتذوقوا طعم الهناء تحت طائلة أسقف الصفيح القائمة على الجدران المتصدعة والمتشققة، إلا أن الفرحة لم تطل جميع المنكوبين، حيث أبدى بعض المواطنين استياءهم من عدم ترحيلهم من حياة الميزيرية تلك بالرغم من إحصائهم منذ سنوات طويلة، وبالرغم من الطعون التي قدموهاإلا أنهم صدموا بقرار عدم ترحيلهم، وهو الأمر الذي جعلهم يواصلون رحلة الإنتظار التي رافقتهم إلى أن تأتيهم ساعة الفرج في يوم شبيه بيوم 3 جانفي 2013، وبالموازاة مع عملية ترحيل حي بسيف، اتخذت مديرية التربية لولاية قسنطينة، كافة التدابير بغية تسهيل تمدرس أبناء العائلات المرحلة من خلال توفير الأماكن البيداغوجية لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية لجميع الأطوار، وذلك إنطلاقا من يوم الأحد المقبل، أمابخصوص تسهيل عملية توجيه أولياء التلاميذ فقد تم تنصيب خلية ارشاد وتوجيه على مستوى متوسطة علي منجلي 3 بالمدينة الجديدة، وذلك مواكبة لعمليات الترحيل المرتقبة خلال الأيام القادمة.