كشف مدير الموارد المائية بسطيف بأن مشروع التحويلات الكبرى للمياه أو ما يصطلح عليه بمشروع القرن بالنسبة لمنطقة الهضاب العليا، من المرتقب أن يكون عمليا قبل موفى السداسي الأول من السنة الجارية على أكثر تقدير. وأشار نفس المسؤول في تصريح للصحافة المحلية بأن هذا المشروع الضخم الذي رصد له مبلغ مالي بقيمة 1300 مليار سنتيم سيمكن من القضاء وبصفة نهائية على مشكل نقص المياه الصالحة للشرب الذي يطال معظم مناطق ولاية سطيف، خاصة منها المنطقة الجنوبية التي تعاني من شح متزايد في المياه الجوفية. وأوضح في هذا الخصوص بأن مشروع التحويلات الكبرى انطلاقا من سدي ذراع الديس والموان شمال الولاية الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال به حوالي 70 بالمائة، سيسمح عند استغلاله في الفترة المذكورة من تزويد 28 بلدية من أصل 60 بلدية التي تضمها الولاية بالمياه الصالحة للشرب 24 ساعة دون انقطاع، مما يعد طفرة في تاريخ المنطقة بكاملها. وتشكو هذه البلديات حاليا من نقص غير مسبوق في مياه الشرب على الشريط الرابط بين بلدية تاشودة شمال شرق الولاية مرورا بأوريسيا إلى غاية حمام السخنة وعين آزال وعين الحجر، والتي تعاني أكثر من غيرها من أزمة التمون بهذا المورد الحيوي إلى جانب عاصمة الولاية والعلمة اللتين لم تسلماهما بدورها من شح الموارد المائية الموجهة للشرب، خاصة خلال الآونة الأخيرة مما أثار احتجاج وتذمر السكان. أما بالنسبة للجانب الفلاحي فإن مشروع التحويلات الكبرى الذي لطالما انتظره السكان بفارغ الصبر سيمكن من سقي أزيد من 65 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية الموجهة أساسا لإنتاج أصناف الحبوب الشتوية، على غرار القمح الصلب والشعير فضلا عن أنواع الخضروات التي تتصدرها مادة البطاطا التي تشتهر بها المنطقة الشرقية من ولاية سطيف، والتي تخلق بشأنها نتائج مشحبة للغاية كما ونوعا. وفي هذا السياق كشف مدير الموارد المائية بأن منطقة سطيف ستتحول في ظرف وجيز وبفضل هذا المشروع الضخم إلى قطب فلاحي واعد، حيث ستتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي من أصناف الحبوب الشتوية والخضروات مع تصدير الفائض لمختلف جهات الوطن.