بحث السيناريوهات الممكنة للتعايش مع "كوفيد 19" * ملفات ثقيلة خاصة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على طاولة النقاش ينتظر أن تعقد الحكومة اليوم لقاء مع ممثلي النقابات وأرباب العمل، في إطار ما يعرف ب"الثلاثية"، لدراسة ملفات ثقيلة خاصة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وذلك من أجل بحث صيغ توافقية حول معالجة التركة الثقيلة التي تخلفها جائحة "كورونا" على الوضع الداخلي، خاصة في ظل الشلل والإفلاس الذي تعيشه معظم المؤسسات الاقتصادية وتسريح مئات العمال يوميا. وأفادت مصالح الوزارة الأولى، أن عبد العزيز جراد وجه دعوة إلى الشركاء الاجتماعيين والمتعاملين الاقتصاديين للمشاركة في اللقاء الذي سيعقد بفندق الأوراسي اليوم، حيث سيشارك في أشغاله عدد من أعضاء الحكومة، وسيتم بهذه المناسبة القيام بإنشاء لجنة للحماية تتكفل بمهمة تقييم الانعكاسات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19″، وآثارها على الاقتصاد الوطني. من جهتها، ترى النقابات أن اجتماع الثلاثية مهم جدا للخروج بتوصيات من شأنها التحضير لانطلاق منظومة اقتصادية جديدة وتسيير جديد، في ظل التحديات الراهنة ومواجهتها من أجل الإقلاع بالتنمية الاقتصادية خاصة في ظل الفساد الذي نخر الاقتصاد الوطني في عهد العصابة وأتى على الأخضر واليابس. في السياق ذاته، يؤكد خبراء اقتصاد أن عقد لقاء الثلاثية في هذا الوقت، يعتبر ملائما جدا في ظل استمرار انتشار الوباء وارتفاع عدد المصابين يوميا في مشهد ينذر بالأسوأ وبأرقام تنذر بالرعب، لدراسة وتقييم التدابير الوقائية التي اتخذت وستؤخذ في شأن الوباء وتأثيرها على الواقع الاقتصادي بالبلاد وآليات مساعدة المتضررة منها. للإشارة، لا يزال تأثير "كوفيد 19" يزداد يوما بعد يوم على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، خاصة في ظل الانتشار الواسع له في الآونة الأخيرة، ما جعل الحكومة تتحرك بسرعة قصوى للمشاورات القطاعية مع مختلف الجهات الفاعلة في البلاد للحد من الآثار الناجمة عن هذا الوباء الذي أنهك الاقتصاد الوطني، وكان عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، قد أمر الوزير الأول، عبد العزيز جراد، في وقت سابق بالشروع في التحضير لعقد اجتماع الثلاثية، لبحث سبل تنويع الاقتصاد ودفع عجلة النمو ولتخطي تداعيات "كورونا"، مشددا على المؤسسات بأشكالها المختلفة ضرورة الدفع بعملية الإنعاش الاقتصادي لبناء "الجزائر الجديدة"، قائلا "إن الوقت لم يعد لرسم الآفاق وإنما لتقديم النتائج". هذا وتعتبر الجزائر أكبر بلد متضرر من جائحة كورونا في منطقة شمال أفريقيا، حيث سجلت إصابة ووفاة أكثر من 1700 طبيب وممرض، فضلا عن وفاة 1040 شخصا، وأكثر من 20 ألف إصابة، مقابل تعافي أكثر من 14 ألف مصاب، وهي إحصائيات كفيلة بدق أجراس الإنذار.