احتفى فضاء صدى الأقلام في المسرح الوطني «محي الدين بشطارزي»، أول أمس السبت بالمسرحية الفكاهية الشهيرة «زعيط ومعيط ونقاز الحيط» التي كتبها وأداها الفنان الفكاهي الراحل «محمد التوري» خلال سنوات الثلاثينات، حيث يصب العمل في قالب فكاهي ويندرج ضمن الأعمال الاجتماعية الناجحة التي قدّمها الفنان الشهيد محمد التوري على غرار «دبكة ودبك» و«بوحدبة» وغيرها.. قام نخبة من طلبة معهد الفنون الدرامية بقراءة نص مسرحية الراحل التوري «زعيط ومعيط ونقاز الحيط»، ليقدم بعدها الدكتور، احسن ثليلاني، تحليلا وقراءة عامة لخلفيات النص إلى جانب مطلق أعمال التوري التي اعتبرها تجربة نضالية لا يمكن أن تُضاهى أو تُجارى. قال حسن التيلاني، أن نص «زعيط ومعيط ونقاز الحيط» يعتبر من النصوص التي بني على أساسها المسرح الجزائري، من خلال مساهمته في ترسيخ الهوية الوطنية باستعماله اللهجة العامية، بكل ما تحمله من أمثال وحكم شعبية، وكذا توظيفها في قالب درامي ما أعطى للنص أبعاد سياسية في قالب كوميدي اجتماعي مضحك، إضافة إلى البعد الحداثي والتقدمي الذي تجسد في إعطاء أدوار أساسية للمرأة في النص في زمن لم تكن تعتلي فيه النساء خشبة المسرح. وأضاف تليلاني، في السياق ذاته أن المسرح الوطني قام في بدايته على يد الممارسين لا المختصين، وأن مرجعيته الوحيدة هي العصامية وأغلب الممارسين اعتمدوا على مرجعيتهم الدينية والموهبة المحضة، التي تجسدت في شكل مسرح شعبي، همه الوحيد الحفاظ على كل ما هو جزائري. وبدا ذلك واضحا في استعمال اللهجة العامية والاعتماد على التراث الشعبي وإدراج الآيات القرآنية، معتبر أن هذا ما يفتقده المسرح الحالي، الذي أصبح يعتمد على لغة دخيلة ومرجعيات أخرى غير الهوية الجزائرية . وقال المتحدث أن:«المسرح الفكاهي أحد أهمّ وسائل المقاومة التي نلاحظها جليّة في أعمال رواد المسرح الجزائري، أمثال ‘'علالو'' و''بشطارزي'' و''رشيد قسنطيني» الذين مرروا رسائل سياسية وتوعوية في قالب فكاهي». كما طالب ثليلاني في سياق حديثه، بعودة المسرح النضالي التوعوي والوطني بأنواعه سواء كانت الفكاهية أو الاجتماعية المليئة بالرسائل السياسية التي تتماشي وواقع الشعب الجزائري، معتبر أن المسرح الحالي غلبت عليه الأنانية والديكتاتورية إذ أصبح يقتصر على الممارسين بتقمصهم جميع الأدوار بداء من التأليف إلى الإخراج والتمثيل، حيث طالب بوجود مختصين في كل مجال مستنكرا بذلك فكرة الاستحواذ على كل الأدوار في العمل الواحد.