الباحث والمختص في الإعلام والاتصال الجامعي بالبليدة عبد الرحمان بوثلجة ل"السلام": تعرف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الجزائر تطورا متسارعا بصفة رهيبة في عدة قطاعات التي تعمل على تعميم الرقمنة في تسيير شؤونها، لكن بمقابلها نجد عزوف الكثير من المواطنين الابتعاد عنها مثلا القيام بعمليات البيع والشراء عن بعد، باستعمال البطاقات البنكية أو البريدية الائتمانية المخصصة لذلك بسبب نقص في التكوين. وعن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، يرى"عبد الرحمان بوثلجة" أستاذ باحث ومختص في الإعلام والاتصال الجامعي، أن تطوير الاقتصاد الرقمي، الذي وضعته البلاد في مقدمة الأولويات لايكون إلا بتكوين واسع في كل القطاعات وبسرعة وبصفة دائمة في تكنولوجيا الإعلام والاتصال، منوها أنه عندما نتكلم عن التكوين فلا يجب أن يقصد منه محو الأمية في ميدان تكنولوجيا الإعلام والاتصال تزامنا مع عصر شبكة الجيل الخامس بقدر ما نتكلم عن التكوين في تكنولوجيا الإعلام الحديثةNTIC وفق إستراتيجية متكاملة وبصفة مستمرة لمسايرة التطور السريع في هذا المجال، مضيفا أنه يجب أن يكون هذا معتمد بطريقة رسمية من المؤسسات وبالتعاون مع الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة والمتخصصة في توفير البنية التحتية لها، ولتحقيق هذا المسعى يجب أن يكون التكوين كشرط لممارسة الوظيفة أو التثبيت فيها، كما هو معمول به في الجامعات، من خلال تكوين الأساتذة الجامعيين الجدد على منصة مودل أو بإبرام اتفاقيات شراكة مع مؤسسات كبرى في هذا المجال مثل ما قامت به جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا لإنجاح التعليم عن بعد، أو من خلال التحفيز والمنافسة مثل ما قام به العملاق العالمي شركة هواوي من خلال فرعها بالجزائر، والتي كان آخرها المسابقة التي شاركت فيها عشر فرق من مختلف مؤسسات التعليم العالي، واحتل فيها فريقان جزائريان مراتب مشرفة في المسابقة عبر تقنية التواصل عن بعد، وهو الشيء الذي يبعث روح المنافسة بين الطلبة على المستوى الوطني والعالمي على غرار ما تقوم به في دول افريقية أخرى مثل كينيا واثيوبيا وجنوب إفريقيا وغيرها، من خلال استحداث برامج التدريب والتكوين للطلبة وحتى الأطفال في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وذكر ذات المتحدث، أن الشركة تستثمر في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الجزائر من خلال إقامة اتفاقيات شراكة مع العديد من مؤسسات التعليم العالي حوالي عشر مؤسسات حاليا منها اكاديمية هواوي التي تقيم معرض التوظيف والتكوين سنويا، والأكيد أن التكوين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لايقتصر فقط على إنجاح التعليم عن بعد من خلال التمكن في الاستعمال الأمثل للأجهزة الذكية وتقنيات الاتصال والتواصل بها، ولكن أيضا في بعث الابتكار والإبداع وتطوير قطاع المؤسسات الناشئة التي تعطي الدولة لها الأولوية فيما يخص الاستثمار في تعميم الرقمنة والبنية التحتية اللازمة، مثل إنشاء شبكة معلومات خاصة بالمؤسسات وحمايتها وكيفية توصيل المعلومات بين موظفيها مستخدميها أو زبائنها ولاشك بأن عقد شراكة وتعاون مع شركات كبرى في هذا المجال ستسفيد منه البلاد في نقل التكنولوجيا التي تتطور بطريقة جد سريعة.