يرتقب أن تفتح السنة الجامعية 2020/2021 عن طريق التعليم عن بعد بداية من الفاتح ديسمبر المقبل وسط تخوفات من الطلبة والأساتذة من إخفاق هذا النمط من التعليم الذي اعتمدت عليه وزارة التعليم العالي مع بداية الجائحة، إلا أنه لاقى عدة صعوبات في التطبيق بسبب نقص الإمكانيات وعدم التحكم في التكنولوجيا لدى بعض الأساتذة والطلبة. وقال عبد الرحمان بوثلجة، أستاذ باحث ومختص في الإعلام والاتصال الجامعي "للشروق" بأن هناك الكثير من الانتقادات لخيار التعليم عن بعد في الجامعات، لتعويض التعليم الحضوري رغم الجهود المبذولة لدفع الأساتذة بوضع الدروس عبر المنصات الرقمية المخصصة لذلك، إلا أن المؤسسات الجامعية اضطرت إلى برمجة دروس حضورية لمراجعة ما تم وضعه من دروس في المنصات سواء كانت على شكل نسخة رقمية (word, pdf…) أو على شكل نسخة سمعية أو بصرية. وأرجع الأستاذ السبب في فشل هذا النمط إلى غياب التفاعل بين الأستاذ والطالب والذي يرجع إلى عدم القدرة على مسايرة تكنولوجيات المعلومات لدى الطالب والأساتذة، و -يضيف- لا يطرح في الجامعات فقط ولكن أيضا في كل القطاعات التي تعمل على تعميم الرقمنة في تسيير شؤونها، والدليل عزوف الكثير عن القيام بعمليات البيع والشراء عن بعد، باستعمال البطاقات البنكية أو البريدية الائتمانية المخصصة لذلك، رغم ما توفره من جهد ووقت وسهولة في التنفيذ. وأضاف المتحدث بأنه آن الأوان لتعزيز التكوين في ميدان تكنولوجيا الإعلام والاتصال وليس فقط لمحو الأمية في هذا المجال، خاصة ونحن في عصر شبكة الجيل الخامس 5G، بل يستدعي -حسبه- التكوين في تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة NTIC وفق إستراتيجية متكاملة وبصفة مستمرة لمسايرة التطور السريع في هذا المجال، مع اعتماده بطريقة رسمية من المؤسسات وبالتعاون مع الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة والمتخصصة في توفير البنية التحتية لها. وأكد الأستاذ بوثلجة بأن تحقيق ذلك يتطلب أن يكون التكوين كشرط لممارسة الوظيفة أو التثبيت فيها، كما هو معمول به في الجامعات، من خلال تكوين الأساتذة الجامعيين الجدد على منصة مودل Moodle أو بإبرام اتفاقيات شراكة مع مؤسسات كبرى في هذا المجال مثل ما قامت به جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا لإنجاح التعليم عن بعد.