مخطط استعجالي لمواجهة تراجع مخزون المياه بالسدود أبدت، أمس وزارة الموارد المائية استعدادها لمنح تراخيص إضافية للفلاحين لحفر آبار جديدة بهدف مواجهة مشكل ندرة المياه جراء الجفاف، مؤكدة أن الاعتماد على المياه الجوفية يندرج ضمن مخطط استعجالي يعوض تراجع المياه المخزنة بالسدود. قالت وزارة الموارد المائية على لسان أمينها العام "كمال ميهوبي"، أن المخطط الاستعجالي لمواجهة شح الموارد المائية سيعتمد على المياه الجوفية، إلى جانب التحويلات من سد لآخر عند الضرورة لتغطية العجز المسجل في بعض السدود، هذه الأخيرة التي اكد ان نسبة امتلائها تتراوح ما بين 40 او 55 بالمائة وأضاف أن تسهيلات ستمنح للفلاحين لحفر الآبار مع امكانية اللجوء إلى المياه المستعملة المطهرة، وذلك من أجل ضمان تزويد الأراضي الفلاحية بمياه السقي. للإشارة، فإن استمرار الجفاف وانعدام تساقط الأمطار سيقلص أكثر من نسبة المياه الموجودة بالسدود سيما السدود الكبرى حسبما قالته مصادر خاصة ل"السلام"، مشيرة إلى أن مخزون المياه في هذه السدود على شاكلة سد تيشي حاف الموجود ببوحمزة التابعة لولاية بجاية لا يتجاوز 30 بالمائة، وهو مخزون يكفي لمدة أشهر فقط، وهو ما سيشكل إشكالا كبيرا سيما وأن السد يزود أكثر من ولاية، حيث تستفيد منه زيادة على ولاية بجاية ولايتي سطيف وبرج بوعريريج إلى جانب بعض المساحات الفلاحية ببومرداس، وقد بدت بعض بوادر الأزمة واضحة للعيان خلال الفترة الأخيرة من خلال التقليص من نسبة التزويد بالمياه على مدار اليوم، حيث سجلت الكثير من المناطق غياب التزويد ل 3 أيام متتالية وفي الكثير من المرات لأسبوع كامل كحال بلدية بوحمزة موطن سد تيشي حاف، في حين سجلت انقطاعات متكررة للمياه سيما بالمناطق الكبرى المعروفة بتزويدها بهذه المادة الحيوية على مدار 24 ساعة كما هو الحال بالعاصمة. للعلم يعود مشكل ندرة المياه في الجزائر إلى قلة التساقط بسبب الخصائص المناخية التي تتراوح بين الجاف وشبه الجاف، وبالتالي غير وفيرة للأمطار مما يهدد بتناقص الموارد في وقت يزداد فيه الطلب بفعل النمو الديموغرافي من جهة وتنامي القطاعات المستهلكة كالصناعة والفلاحة والسياحة من جهة أخرى. ويبقى إتباع السلوكات الايجابية في عملية استهلاك المياه المنفذ الوحيد لعدم تفاقم أزمة العطش، وتبدأ هذه العملية من داخل المنزل، وتكون من خلال عمل الصيانة اللازمة وبشكل مستمرّ للتأكّد من عدم وجود أي تسريبات، بحيث يمكن بهذه الطريقة توفير كميات كبيرة من هذا المورد الحيوي لاستهلاكها في مدة أطول.