منسوب المياه بالسدود يتراجع إلى 30 بالمئة والكمية تكفي لأشهر فقط مشكل الانقطاعات المتكررة يضايق السكان و"سيال" تبرر بعمليات إصلاح وتنظيف يحوم شبح العطش على الجزائريين مجددا، بسبب الجفاف وتراجع نسبة المياه في السدود منذ شهر سبتمبر الماضي، حيث تشير الإحصائيات إلى تراجع رهيب في نسبة المياه الموجودة ببعض السدود والتي لا تتجاوز 30 بالمئة وهي تكفي لأشهر فقط . أكدت مصادر خاصة ل"السلام" أن استمرار الجفاف وانعدام تساقط الأمطار سيقلص أكثر من نسبة المياه الموجودة بالسدود سيما السدود الكبرى التي تزود الكثير من الولايات، مشيرة إلى أن مخزون المياه في هذه السدود على شاكلة سد تيشي حاف الموجود ببوحمزة التابعة لولاية بجاية لا يتجاوز 30 بالمائة، وهو مخزون سيكفي لمدة أشهر فقط، وهو ما سيشكل إشكالا كبيرا سيما وأن السد يزود أكثر من ولاية، حيث تستفيد منه زيادة على ولاية بجاية ولايتي سطيف وبرج بوعريريج إلى جانب بعض المساحات الفلاحية ببومرداس، وقد بدت بعض بوادر الأزمة واضحة للعيان خلال الفترة الأخيرة من خلال التقليص من نسبة التزويد بالمياه على مدار اليوم، حيث سجلت الكثير من المناطق غياب التزويد ل 3 أيام متتالية وفي الكثير من المرات لأسبوع كامل كحال بلدية بوحمزة موطن سد تيشي حاف، في حين سجلت انقطاعات متكررة للمياه سيما بالمناطق الكبرى المعروفة بتزويدها بهذه المادة الحيوية على مدار 24 ساعة كما هو الحال بالعاصمة. فعلى الرغم من أن ولاية الجزائر يعتمد نمط تزويدها بنسبة 90 بالمائة على مياه البحر المحلاة، إلا أن مشكل الانقطاعات المتكررة، أضحى يضايق السكان كما هو الحال بالبلديات الشرقية للولاية كباش جراح والحراش وبوروبة، ولم تستثن الأزمة البلديات الغربية كالمعالمة وتسالة المرجة والمدينة الجديدة سيدي عبد الله، أين قلت نسبة التزويد على مدار اليوم من خلال قطعه لساعات تارة في النهار وأخرى في الفترة الليلية، وحتى وإن كان السبب في كل مرة حسب مصالح "سيال" يعود إلى أشغال التنظيف التي تمس محطات التحلية، إلا أن الأمر يبدو انه إجراء يهدف إلى الحفاظ على الثروة المائية من التبذير والإسراف. للإشارة فإن مشكل ندرة المياه في الجزائر يعود إلى قلة التساقط بسبب الخصائص المناخية التي تتراوح بين الجاف وشبه الجاف، وبالتالي غير وفيرة للأمطار مما يهدد بتناقص الموارد في وقت يزداد فيه الطلب بفعل النمو الديموغرافي من جهة وتنامي القطاعات المستهلكة كالصناعة والفلاحة والسياحة من جهة أخرى. ويبقى إتباع السلوكات الايجابية في عملية استهلاك المياه المنفذ الوحيد لعدم تفاقم أزمة العطش، وتبدأ هذه العملية من داخل المنزل، وتكون من خلال عمل الصيانة اللازمة وبشكل مستمرّ للتأكّد من عدم وجود أي تسريبات، بحيث يمكن بهذه الطريقة توفير كميات كبيرة من هذا المورد الحيوي لاستهلاكها في مدة أطول، كما ولا بدّ من ترشيد العملية عن طريق استخدام دلو الماء بدلاً من الخرطوم عند غسل السيارة، ويعتبر هذا التصرف حضارياً ويعكس الاهتمام القومي بالماء والمصادر المهمة، والهدف من كل هذا عدم رهن حاجيات الأجيال القادمة. للتذكير فقد حاولنا الاتصال بالوكالة الوطنية للسدود من اجل توضيح رأيها بخصوص هذه الأزمة غير أننا لم نتمكن من ذلك، وكان مواطنون قد رفعوا مطالب استغلال فترة الجفاف هذه على الأقل لرفع الحجارة والطمي الموجودة في قاع بعض السدود على أمل عودة التساقط خلال الأيام والأسابيع المقبلة.