أمام تنامي ظاهرة الإغتصاب في الجزائر، تبقى بنات حواء ضحية لمعاناة نفسية طويلة إضافة لنظرة مجتمع جارحة تظل تطاردها مدى الحياة، حتى وإن إنتهكت أعراضهن بالقوة أو الإكراه خاصة أن الإغتصاب ينتهك شرف الفتاة كما يسيء لسمعتها، حيث تعتبر من جرائم الشرف التي تصل إلى حد قتل الجاني أو من إنتهك عرضها، في المقابل فإن القانون يكتفي بمعاقبة الجاني بقضاء سنوات خلف القضبان، بينما يفلت من عقاب المجتمع الذي تتحمل عواقبه المرأة بمفردها بمعاناة نفسية وإجتماعية. تفقد عذريتها على يد ثلاث شباب يكون وقع حوادث الإغتصاب أشد وأمر إن تم إنتهاك عرض بنات حواء بشكل جماعي، وهو ما علمنا به بعد زيارتنا لإحدى الشابات التي تمكث بالمستشفى حيث أخبرتنا أسرتها أن مجموعة من الشباب قاموا بخطفها على بعد بضعة أمتار من إقامتها الجامعية وقاموا بتهديدها وإستدراجها لمكان بعيد، كما أضافوا أنها وصلت إلى المستشفى وأثار العنف بادية على جسدها وكانت تعاني من حالة نفسية سيئة. زوجات يتعرضن للإغتصاب إذا تجولت في شوارع العاصمة، تجد الكثير من الفتيات ضحية هذه الجريمة البشعة التي تبدأ بالتحرش الجنسي وتنتهي بالاغتصاب والإرغام حتى لو كلف ذلك حياتها، وأدى بها إلى الموت لو رفضت أن ترضخ لهذا العمل الوحشي للدفاع عن نفسها وشرفها، حيث توجه إصطياد الذئاب البشرية للمشردات بهدف إنتهاك أعراضهن هذا ما دفعنا للبحث عن من خضن تلك التجربة البشعة من بنات حواء، ولم يكن الأمر بالشيء الهين خاصة وأنهن يفضلن إلتزام الصمت وكبت أسرارهن خوفا من إنتشار فضيحتهن وسط مجتمع لا يرحم، إلا أننا توصلنا لبعض الحالات بعد زيارتنا لمكاتب المحاميين أو العيادات النفسية، حيث باتت تلك الأماكن تستقبل عددا كبيرا من النساء اللواتي يهدفن لإسترجاع حقوقهن وإثبات براءتهن أو أردن التخلص من مشاكلهن النفسية بعدما تعرضن للاغتصاب بالإكراه، وقد إلتقينا بالسيدة “ن.م” صاحبة ال40 سنة والتي قصدت مكتب إحدى المحاميات آملة أن تسترجع حقوقها المنتهكة من الجناة، وبالرغم من عدم رغبتها في إسترجاع ذكرياتها إلا أنها روت لنا الحادثة وملامح الندم بادية على وجهها، حيث تقول أن أحد سائقي “الكلوندستان” إستدرجها إلى مكان معزول وقد قام بإنتهاك عرضها برفقة صديقه بعدما تهجم عليها بالقوة، كما أضافت أنه رماها من السيارة بوحشية في الشارع دون رحمة ومازاد من معاناتها أن زوجها لم يتفهم وضعها بل حمّلها المسؤولية وقد أنهى علاقته بها بالطلاق. ينتهك عرضها من زوج والدتها لا يختلف وضع الشابة “فريدة” صاحبة ال 20 ربيعا عن الحالات السابقة، والتي زارت مكتب المحامية أملة أن يعاقب القانون زوج والدتها الذي لم يجد حرجا في أن يتعدى حرمة عائلته لإصطياد إبنة زوجته، فقد قررت “فريدة” البوح لنا عن سرها المرير الذي لم يمح من ذاكرتها لحد الأن ولم تتوقع يوما أن يستغلها يوما من إعتبرته كوالدها، فقد أكدت أن والدتها إضطرت للنوم ببيت جدتها فقررت البقاء للإعتناء به بغياب والدتها ولم يصدق عقلها أنها ستكون فريسة له بحلول الظلام، حيث أكدت أنها لم تتمكن من الدفاع عن نفسها كونه قوي البنية. شيخ في ال60 يغتصب قاصر هي واقعة حقيقية روتها لنا إحدى الأمهات التي لم تصدق يوما أن إبنتها صاحبة ال16 ربيعا ستفقد عذريتها من قبل أحد تجار المنطقة، فقد عبرت لنا عن ألمها الشديد من الواقعة المؤلمة التي دمرت مستقبل فلذة كبدها، حيث تقول أن الشيخ حاول التقرب من ابنتها بعدما أغراها بالمال مستغلا سذاجتها، حيث تقول أن الجاني عرض عليها إيصالها إلى منزلها لكنه قاتم بخداعها بعدما إستدرجها بالتهديد بسلاحه الأبيض لأحد المنازل ليقوم بهتك عرضها. بنات حواء يفقدن عذريتهن بالمستشفيات لم يقتصر إغتصاب النساء في الشوارع بل إمتدت الظاهرة لتمس المستشفيات والمصحات العقلية، حيث سمعنا عن قصص واقعية لمريضات تعرضن للإغتصاب على يد أطباء أو ممرضين لم يرحموا تلك الأجساد الضعيفة، بل إستغلوا وضعهن لمجرد إشباع رغباتهم الجنسية دون رحمة، لتقع في يد ذئاب بشرية لم تسلم منهن حتى بنات حواء المختلات عقليا. فقد أكدت لنا إحدى السيدات أن إبنتها التي لم تتجاوز ال18 فقدت عذريتها من قبل أحد العاملين بإحدى المصحات العقلية، كما أضافت أنهم إستغلوا جنونها وعدم وعيها فوقعت -حسب قولها- في يد ذئاب بشرية لم تسلم منهن حتى بنات حواء المختلات عقليا. ولا يقتصر إنتهاك أعراض المرضى بالمصحات العقلية بل وصل الأمر إلى حد إرتكاب هذا الفعل الشنيع ببعض المستشفيات، حيث سمعنا أن أحد الأطباء حاول إنتهاك عرض إحدى المريضات ليلا، كما علمنا أن إحدى الشابات قد فقدت عذريتها وهي تحت تأثير المخدر من قبل أحد العاملين بالمستشفى. مشعوذون ورقاة ينتهكون أعراض زبوناتهن صدمة الإغتصاب قد تصل للجنون والإنتحار تعدت ظاهرة الإغتصاب الحدود الحمراء، حيث أصبحت بنات حواء محل إستغلال رقاة ومشعوذين حولوا غرفهم لمكان تنتهك به أعراض النساء، زبونات يقعن بأوهام دجالين هدفهم الوحيد إشباع رغباتهم الجنسية، حيث سمعنا عن حوادث كثيرة غالبا ما تقع ف الأحياء الشعبية يكون أبطالها رقاة أو دجالين يفقدن عذرية زبوناتهم، ومن ضمن الحوادث الغريبة التي لا يصدقها العقل إيداع إحدى الزبونات شكوى ضد أحد الدجالين لدى مصالح الأمن، تفيد أنه أوهمها إخراج الجن وفك سحرها يتطلب معاشرتها جنسيا، حيث إستغل فقدانها للوعي ليقوم بإنتهاك عرضها، بينما عبرت لنا إحدى الأمهات عن ألمها الشديد من فقدان عذرية إبنتها على يد أحد الرقاة، حيث تقول أنها رافقت إبنتها التي تفقد وعيها إلى أحد الرقاة أملة في شفائها، حيث أقنعها الراقي أن علاجها يتطلب خضوعها لجلسات خاصة بمفردهما لكنها صدمت أن إبنتها تعاني من عدة ألام وهو ما أجبرها على عرضها على طبيبة نسائية لكنها تلقت صدمة قوية بعدما علمت أن إبنتها التي لم تتجاوز 19 ربيعا قد فقدت عذريتها، وهو ما دفعها لإيداع شكوى ضده إلا أنه لاذ بالفرار ولم يتحمل مسؤولية فعلته. نظرة المجتمع للمرأة المغتصبة ينظر المجتمع الجزائري إلى المرأة التي فقدت عذريتها نظرة دونية تظل تطاردها مدى الحياة، حتى وإن لم ينتهك عرضها بإرادتها أو كانت غير مسؤولة عن الأمر، تتباين بين الإحتقار والتقليل من قيمتها وكأنها مسؤولة عما وقع لها، خاصة أن العائلات المحافظة تعتبر شرف وعذرية بناتهم شيئا مقدسا يجب الحفاظ عليه حتى زواجها، كما يظل من يحيطون بها ينظرون إليها وكأنها وصمة عار، حيث تعيش من فقدت شرفها رغما عنها حياة ملؤها القسوة والمعاناة داخل مجتمعنا، هذا ما دفعنا لرصد أراء المواطنين حول نظرتهم لمن فقدن شرفهن، حيث إلتقينا بمجموعة من الشباب من كلا الجنسين وأولهم “سمير” أحد الموظفين الذي يجد أنه لا يدين الشابة التي فقدت شرفها تحت وقع التهديد كونها غير مسؤولة عن فعلتها، بينما يجد أن الفتاة التي تفقد شرفها بعلاقة غرامية تستحق أن ينظر لها المجتمع بإزدراء لتكون عبرة للأخريات. بينما يجد أحد الموظفين أن الإنسان غير معصوم من الخطأ، كما يقول أن الفتاة المغتصبة كانت ضحية للجاني والمجتمع في نفس الوقت، وعن مسألة قبوله الزواج منها فيقول أقبل الزواج منها بشرط أن تكون قد فقدت عذريتها بالإجبار حتى أسترها. الزواج بمغتصبة مرفوض بمجتمعنا تظل الفتاة المغتصبة محرومة من حقها بالزواج من فتى أحلامها لمجرد وقوعها بخطأ لم تكن مسؤولة عنه، خاصة أن مسألة الشرف تعتبر من الأشياء المهمة التي يحرص الشاب أن تتوفر بشريكة حياته. وهو ما جعل المرأة المغتصبة تلجأ إلى إخفاء فضيحتها بفض غشاء البكارة، إلا أن أغلبهن يحرمن من حق الزواج بعد إكتشاف فضيحتهن من قبل أزواجهن في ليلة الدخلة، وهو ما أكدته لنا إحدى الشابات التي أخبرتنا أنها وقعت بفخ صديقها الذي إنتهك عرضها بالقوة حيث إضطرت إلى إخفاء الحقيقة على أحد الشباب الذي طلبها للزواج، حيث تستطرد بقولها أنها لم تفلح في إخفاء الأمر عنه كونه إكتشف أنها قد فقدت عذريتها بالرغم من فض غشاء بكارتها. كما مرت “منال” صاحبة ال20 ربيعا بتلك التجربة المريرة حيث أكدت أنها تعرضت للإغتصاب من قبل أحد الشباب بعدما هددها بسلاحه الأبيض، وبالرغم من مرور سنوات إلا أنها لم تفلح في تحقيق حلمها في الزواج لمجرد إفصاحها بالحقيقة للشباب الذين تقدموا لخطبتها، كما أضافت أنهم إن قبلوا فإن أسرهم لا تتقبل وضعها بل يصل بهم الأمر إلى طردها ونعتها بالساقطة. 300 إمرأة مغتصبة تحت وقع التهديد أكدت تقارير أمنية أن ما لايقل عن 300 إمرأة تتعرض سنويا للإغتصاب في الجزائر، حيث أن حوالي ألف إمرأة تقل أعمارهن عن 18 سنة تنتهك أعراضهن فحسب مصالح الأمن فإن جريمة الإغتصاب تتوزع بين الشذوذ الجنسي وزنا المحارم، إضافة إلى هتك أعراض قاصرين من الجنسين. وحسب تصريحات عدد من المحققين ممن اشتغلوا على تلك القضايا، فإن مرتكبي الجرائم المذكورة هم عصابات منظمة تقوم بتنويم ضحاياها بمواد سائلة يتم حقنها في المشروبات، قبل الاعتداء عليهم جنسيا، كما لم يكتف المعتدون بجرائمهم بل امتهنوا التجارة الجنسية من خلال ابتزاز الضحايا بنشر صور فاضحة لهم، وترويجها بواسطة تقنية “البلوتوث” حيث تشير الإحصاءات المتوفرة لدى مصالح الأمن، أن 80 بالمئة من حالات الإغتصاب كان أبطالها من المحارم آباء اعتدوا على بناتهن، بينما البقية تورط فيها أشقاء الضحايا أو أحد الأقارب. وفي وقت يشدّد أكثر من طرف على أنّ الآفة وتوابعها دخيلة وبعيدة كل البعد عن شيم المجتمع الجزائري، يذهب متابعون إلى أنّ جريمة زنا المحارم متفشية، لكن تكتم الضحايا خوفا من الفضيحة يجعل مداها الحقيقي مجهولا. مشاكل نفسية وإجتماعية تلحق بالمرأة المغتصبة يرى علماء الإجتماع، أن الاغتصاب بصفته سلوكا منحرفا عنيفا تكون وراءه عدة عوامل، أهمها التغذية اللاشعورية الكثيفة بالجنس ومثيراته، وهي التغذية التي تلعب فيها وسائل الإعلام دور الفاعل الأساسي وخاصة منها الأنترنت وصحف الإثارة. وثاني تلك العوامل هو ضعف التربية الجنسية سواء على مستوى الأسر أو المدرسة والإعلام العمومي، مما يفسح المجال لفاعلين آخرين في دوائر غير مؤسساتية لتغطية حاجة النشء إلى التربية الجنسية والتي لا تخضع لا لضوابط تربوية ولا لرؤية سليمة ولا لقواعد علمية. بل تتم عملية التأطير في تلك الدوائر على أساس الإثارة الجنسية وليس على أساس التربية الجنسية. مما يجعل الشخص في حالة “تأهب جنسي” حاد الحالة ضعف الوازع الديني وضعف الرصيد الحقوقي مع كثافة ثقافة العنف التي يكون مصدرها الأفلام والوسط الاجتماعي، نكون أمام أشخاص “متأهبين جنسيا” وعنيفين اجتماعيا يستسهلون الإكراه في تحصيل المتعة الجنسية. صدمة الإغتصاب قد تصل للجنون والإنتحار إن تعرض المرأة للإغتصاب يولد لديها -حسب علماء النفس- أثارا نفسية وخيمة حيث يتراكم عليها ضغط الصدمة التي وقعت عليها وأفقدتها أعز ما تملك، خاصة إن كانت قد تخلت عن شرفها تحت وقع الإبتزاز أو التهديد، وحسب المختصين فإنها تصاب بإنهيار عصبي يخلف لديها إكتئابا شديدا مرفوقا بإحباط قد يدفعها للإنتحار أو الجنون خاصة إن لم تقف أسرتها بجانبها فتشعر أنها مرفوضة من قبل أقرب الناس إليها. وحسب المختصين فإنها تشعر بفوبيا الخوف من مواجهة واقع مجهول، ما ينجم عنه شعور بالقلق والإهانة، كما ينتابها شعور بالخجل فتصاب بالإنطوائية والعزلة كما تصاب بعقد نفسية تمنعها من الإرتباط بالجنس الخشن. عقوبة جريمة الإغتصاب لا تكفي لحماية حقوق المرأة يرى ناشطون في الدفاع عن حقوق المرأة، أن قوانين جريمة الإغتصاب التي تنص عليها المادتين 335 و336، حيث تنص المادة 335 على أن “يعاقب بالحبس من 5 إلى 10 سنوات كل من ارتكب فعلا مخلا بالحياء ضد إنسان ذكر أو أنثى بغير عنف أو شرع فيه، وإذا وقعت الجريمة على قاصر لم يكمل 16 سنة يعاقب بالسجن من 10 إلى 20 سنة”. حيث تبقى المرأة منتهكة الحقوق خاصة أن وصمة العار تظل مرسومة على جبينها، بينما يقضي الجاني عدة سنوات بالسجن دون أن يدينه المجتمع وكأنه لم يرتكب شيئا، في حين تظل من إنتهك عرضها منبوذة ومرفوضة بمجتمع لايرحم من فقدت شرفها حتى وإن كان تحت وقع الإجبار، خاصة أن أغلب من يتعرضن للإغتصاب يفضلن عدم إيداع شكوى خوفا من إنتشار الفضيحة، فيتحملن مسؤولية تثقل كاهلهن كما تدمر مستقبلهن الإجتماعي خاصة أن أغلب من إنتهكت أعراضهن يفضلن إخفاء فضيحتهن خوفا من وصمة العار.