اكد رئيس الجمهورية، أن اليَومْ الوطني للعلم أحد أهم الأيام في الذاكرة الوطنية، ويسجل للشيخ عبد الحميد ابن باديس، ولجمعية العلماء المسلمين، دورا رائدا في الحفاظ على الهوية الوطنية. وهذا أهم ما جاء في كلمة للرئيس تبون بمناسبة يوم العلم: اليَومْ الوطني للعلم أحد أهم الأيام في الذاكرة الوطنية والذي يصادف الأيام الأولى المباركة لشهر رمضان الفضيل، فهنيئا لَنَا جَميعًا المناسبتان. لقد حُرِمْنا السنة الماضية في مثل هذا الموعد من المباهج التي تبعثُها رؤيةُ أبنائنا وبناتنا يرددون – كما تعوَّدوا – أشعارَ العلامة المُصلح عبد الحميد ابن باديس، ويُخَلِّدون مآثره. والحمد لله أن هيَّأ لنا اليوم بعد سنةٍ من الصبرِ والجهد المتواصل، وانحسارِ انتشار وباء كورونا كوفيد 19 ظروفًا أفضل، تُتِيحُ لشعبِنا الاحتفالَ بهذه المناسبة تمجيدًا للعلم والمعرفة، وإعلاءً لشأن الفكر والثقافة، وتقديرًا لمكانة العلماء والباحثين، والمفكرين، والمثقفين والفنانين الجزائريين في كل حقول العطاء والإبداع. أيتها الأخوات الكريمات.. أيها الإخوة الكرام، لقد اتخذ شعبُنا من تاريخ رحيل العلامة المُصلح المُجدِّد الشيخ عبد الحميد ابن باديس يومًا رمزيًا للاحتفاء بالعلم والعلماء، ودَأَبَ على ذلك، مُكرِّسًا هذا التقليد منارةً، تُذكِّرنا بمرحلة من تاريخ الأمة، حيث اِنْبَرى شيخُنا العلامة ومن معه من رجالٍ نَهَلُوا من العلوم وأَحبُّوا الوطن، اَنْبَرى معهم مُتصدِّيًا لمخططات استعمارية حاقدة استهدفَتْ طمسَ الهُوية الوطنية، وهَدْمَ ركائِزها : عقيدةً ولغةً وثقافةً .. منطلقًا رحمه الله وطيَّب ثراه في هذا النهج الوطني الأصيل من محاربة الجهل والأمية.. وفَضْح الأساليب الماكرة لإشاعةِ الانحرافات والشعوذة.. وساعيًا إلى تحرير العقل واستنهاض الهمم بسلاح العلم.. أخواتي الفضليات..إخواني الأفاضل، إن الشعب الجزائري الذي يُسجِّل للشيخ عبد الحميد ابن باديس ولجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ولعلماء وشيوخ الزوايا الأجلاء دوراً رائداً في الحفاظ على هوية الأمة، وتُراثها ومكونات الشخصية الوطنية، ومحاربة الأساليب التدجيلية.. يتطلع اليوم مُتمسكًا بهويته، ومعتمدًا على طاقاته، إلى سياسات ناجعة للتعامل مع اشكالاتِ الحاضر وتحدِّيات الغد، تقوم على الاستثمار الحقيقي في الإنسان، باكتساب العلم والمعرفة، والتحكُّم في التكنولوجيا وخوض عالم المعلوماتية والاتصالات..ولقد كان هذا التوجه أحد أهم تعهداتنا التي باشرنا ترجمَتها بالسعي إلى استجماع شروط نهضة حقيقة، عِمَادُها الثروة الأساسية في البلاد، ثروةٌ تَتَمثَّلُ في أزيد من 10 ملايين تلميذ يتابعون دراستهم في المؤسسات التربوية، وأكثر من مليون ونصف المليون طالب يرتادون جامعاتنا ومدارسنا العليا.