لا يزال التجاذب سيد الموقف في "الأفلان" ولازالت أمور أعضاء اللجنة المركزية تتضارب حول الرجل الذي سيتقلد مهام الأمانة العامة رغم بروز أسماء من الحجم الكبير على غرار المجاهد والسيناتور محمد بوخالفة الذي أعلن ترشحه رسميا لمنصب الأمين العام، إضافة إلى رئيس البرلمان السابق عمار سعيداني و كذا خليفته في قصر زيغود يوسف عبد العزيز زياري والذي يحمل حقيبة الصحة في الطاقم الحكومي الحالي، وكشفت مصادر فاعلة في اللجنة المركزية محسوبة على الحرس القديم في الحزب العتيد أنه لا شيئ تحدد لحد الآن،سواء شخصية التوافق أو حتى تاريخ استئناف أشغال الدورة السادسة المعلقة منذ أزيد من شهر وذكرت في هذا السياق بأن الأسماء الثلاثة الأخيرة باتت الأبرز لتولي منصب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بعد سحب الثقة من عبد العزيز بلخادم، في وقت استبعدت كل الأسماء الأخرى سواء التي تداولها شارع الإعلام مؤخرا على غرار وزير النقل الأسبق ومنسق ما يعرف بحركة التقويم والتأصيل صالح قوجيل أو وزير النقل الحالي عمار تو، مصطفى معزوزي، وبوجمعة هيشور وبقية الأسماء المغمورة التي قدمت ملفات ترشحها بصفة رسمية. ويأتي ذلك بعدما بادرت عديد الوجوه الأفلانية لإعلان استعدادها لتولي زمام الحزب العتيد، وسارعت نفس الوجوه لربط اتصالات مباشرة مع أعضاء باللجنة المركزية للحزب من أجل ضمان دعم ومساندة على الورق، غير أنّ ذلك ليس بكاف لضمان منصب الأمين العام، خاصة في ظل التأرجح الذي يلاحظ في كثير من المجموعات بين دعم هذا وذاك. وأكدت ذات المصادر للجريدة أن تردد اسم رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعيداني والذي عاد للواجهة بطريقة ذكية، أوحت للكثيرين بأنّه الرجل الذي باستطاعته تحقيق التوافق،غير أنّ الاتجاه يسير عكس رغبة هذا الأخير في ظل الرفض القاطع لغالبية الأعضاء لتزكيته، كما أن وجود محمد بوخالفة والذي يحظى بدعم أعضاء التقويمية ودعم كثير من أعضاء اللجنة المركزية من غير التقويميين، إضافة لكونه رئيسا للكتلة البرلمانية عن الثلث الرئاسي بمجلس الأمة، وهو الرجل الذي بإمكانه إرضاء جميع أجنحة الأفلان في الوقت الحالي وفي هذه المرحلة الحرجة، وأكدت مصادرنا أنه بالرغم من أن الغالبية باتت ترى في شخص محمد بوخالفة رجل التوافق الذي يجب الالتفاف حوله وتزكيته أمينا عاما جديدا إلا أن الأمر بحاجة لدعم على شكل ضمانات،وهي إشارة حسب محدثنا لعدم تلقي السيناتور بوخالفة أي تزكية أو إشارة من الجهات النافذة في السلطة، وكشفت في هذا السياق أن رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عمار سعيداني حاول كسب أسهم لصالحه وبطريقة لا تختلف عن الممارسات التي أبعدت بلخادم لتولي منصب الأمين العام للحزب خاصة وأن الرجل أصبح يحظى بتأييد الكثير من الذين يحسبون على بلخادم. كما أنه يحظى بدعم جهة من المركزيين والتي يتزعمها الآن محمد بورزام، وهناك مساع أخرى لإقناع وزراء الحزب بدعم الرجل الذي يحظى مسبقا بنفوذ و دعم من أعضاء فاعلة في اللجنة المركزية، وتضيف مصادرنا أنه لا ينال رضى التقويميون الذين يعارضون هذا الأمر وهو بذلك في طريق مسدود،وأكدت من جانب آخر بأن مراهنة بعض الأوساط في جبهة التحرير الوطني على عبد العزيز زياري، وزير الصحة والسكان ورئيس المجلس الشعبي الوطني السابق كبديل لعبد العزيز بلخادم في منصب الأمين العام مستعينا هو الآخر بدعم أعضاء من المنتخبين في اللجنة المركزية لن تكون بتلك القوة التي يتم الترويج لها في الأيام الأخيرة، وأوضحت في هذا السياق أن الطبيعة الفرانكفونية للرجل الثالث في الدولة سابقا قد تبعده عن كرسي الزعامة حتى ولو لقي الدعم من جهات تسمى نافذة، وسردت ذات المصادر الكثير من العوامل التي لا تلعب لصالح هذا الرجل خاصة وأنه لا يتمتع بنفس الرصيد النضالي والثوري مقارنة ببوخالفة المرشح الأقرب لخلافة بلخادم، وأكدت أن مهمة زياري في غاية الصعوبة، بسبب طبيعته النخبوية وكذا لارتباطاته العائلية خارج الوطن والحساسية التي تسببها هذه المواصفات في أوساط الجناح المحافظ مما يقلص من احتمالات اقتناصه لسدة الحزب. .ل. كريم