أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء بومرداس بالمؤبد في حق المدعو «ر.كمال» بعدما التمس في حقه ممثل النيابة العام تسليط عقوبة الإعدام عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة التي جرت أحداثها بالعاصمة الفرنسية باريس وراح ضحيتها تاجر سيارات يدعى «ش.محمد». وقائع هذه القضية التي وصفها ممثل النيابة بالعابرة للقارات تعود إلى 8 مارس من سنة 2004، عندما تم العثور على جثة جزائري بإحدى العمارات التي يقطنها المهاجرين من شمال إفريقيا بمدينة كليشي بضواحي باريس الفرنسية، عندها باشرت مصالح الأمن الفرنسية تحقيقاتها التي أدت إلى توقيف صاحب العمارة المدعو «أ.حميد» الذي أكد أن المدعو «ر.كمال» الذي كان قد انتقل إلى فرنسا قبل حوالي 10 أشهر، و بدأ العمل كعون أمن لدى محلات الفاست فود «ماك دونالد»، مصرحا في ذات الوقت أن هذا الأخير اعترف له أنه قام بقتل الضحية لسرقة أمواله، حيث خطط للجريمة بعدما علم أن الضحية المنحدر من نفس مدينته «بومرداس» والذي يعمل في استيراد السيارات، سيسافر إلى فرنسا حاملا معه مبلغ مالي معتبر من العملة الصعبة، عندها اتصل المتهم بالضحية ليطلب منه أن يحضر له علبة من الحلويات المنزلية التي أعدتها له زوجته، فما كان من الضحية سوى ابتلاع الطعم والتنقل إلى باريس بدل مدينة ليل التي يقيم بها حتى يسلم الأمانة للجاني، حينها عرض هذا الأخير على الضحية أن يبيت عنده بدل التنقل إلى ليل، لينفذ في حقه جريمته المدبرة، أين قام بخنقه داخل المصعد الكهربائي وخلفه وراءه جثة هامدة، فيما سرق المبلغ الذي كان بحوزة الضحية. وفيما تم دفن الجثة تحت اسم مجهول بمقبرة فرنسية، باشرت عائلة الضحية رحلة البحث عن ابنها الذي اختفت أخباره، في الوقت الذي تجندت وزارتا الخارجية والعدل مع نظيرتيها الفرنسية في البحث عن المفقود إلى أن تم تحديد الهوية بعد إجراءات حثيثة قام بها شقيق المغدور، ليعاد نقل الجثة ودفنها بالجزائر بعد سنة من الوقائع، فيما حاول المتهم التملص من الجرم بالإدعاء أنه التقى الضحية بمحطة باريس الشمالية لتسلم الحلويات ولم يلتقيه منذ ذلك الوقت، رغم أن البصمات الموجودة بالمصعد وكذا شعرة الرأس الموجودة بالمصعد خاصة به، مما أكد القرائن ضده .