قام أمس سكان حي 400 مسكن بمدينة ذراع بن خدة، الواقعة على بعد 12 كم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، بحركة احتجاجية أقدموا من خلالها على غلق الطريق الوطني رقم 12 تنديدا بالقرار المتخذ من طرف السلطات المحلية المتمثل في تخصيص إحدى المساحات الخضراء المتوسطة لبنايات حيهم لإنجاز مشروع تعاونية عقارية، وحسبما أكده المحتجون في تصريحاتهم ل«السلام»، فإن قرار خروجهم إلى الشارع ليس وليد اليوم، وإنما سبق لهم وأن نظموا احتجاجات مماثلة منذ ست سنوات كانت آخرها تلك التي نظموها بداية شهر أوت المنقضي أمام المدخل الرئيسي لمقر الولاية، وهي الحركات التي ترتبت - حسبهم- عن سياسة اللامبالاة المنتهجة من طرف المسؤولين المحليين على رأسها الوكالة العقارية بالولاية إزاء قضيتهم التي اعتبروها شرعية ما دامت -على حد تعبيرهم- تهدف إلى الحفاظ على المحيط البيئي والمساحات الخضراء بالحي، لا سيما الدور الهام الذي تلعبه في حياتهم اليومية، كونها من الفضاءات الوحيدة التي يتم استغلالها كأماكن ترفيهية خصوصا فئتي الأطفال وكبار السن. في السياق ذاته، اتهم سكان حي 400 مسكن سلطات بلدية ذراع بن خدة بتواطئها مع المقاولين الخواص، خصوصا ما تعلق بكيفية بيع هذه الجهات للقطعة الأرضية، وكذا الإجراءات الإدارية المنتهجة التي تم بموجبها منحها ترخيص لهم لاستغلالها في إنجاز عمارة ذات خمسة طوابق، هذا بالرغم من علمها اليقين بمدى حاجة السكان لهذه المساحة الخضراء . من ناحية أخرى، أصر المحتجون على مواصلة حركاتهم التنديدية ضد القرار الصادر من طرف السلطات ومعارضة تجسيد المشروع، وذلك إلى غاية إلغاء القرار والعدول عنه. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة التوسع العمراني على حساب المساحات الخضراء بولاية تيزي وزو، أضحت في الآونة الأخيرة من بين أكبر العوامل التي تسببت في خروج السكان إلى الشارع للتعبير عن رفضهم لمثل هذه المشاريع التي تعد تهديدا حقيقيا للمساحات المتوفر عليها بالمنطقة والتي تشهد نقصا فادحا لاسيما في المدن الكبرى منها.