ومن خلال حديثنا مع المواطنين، اتضح لنا بان جملة العوامل التي تطرقت اليها الأستاذة تم تأكيدها من قبل المواطنين الذين تحدثت “السلام”معهم، بحيث ذكر السيد”محمد” بان أهم ما يؤدي إلى عنوسة الفتيات هو أن الشباب لم يتمكنوا من تحقيق أي استقرار مادي بالنظر إلى أن مختلف متطلبات الحياة في ارتفاع مستمر، فكيف له أن يقوم بالزواج في حين أن راتبه الشهري لن يكف لتسديد جل هذه المصاريف، بالإضافة إلى أجرة الكراء التي أصبحت جد مرتفعة. في حين أن السيدة “خديجة” ذكرت بأن هجرة الشباب إلى الدول الأجنبية من اجل الزواج ساهمت في تنامي ظاهرة العنوسة في الجزائر، فضلا عن أن الطابع المادي الذي أصبح يطغى على شروط الفتيات كان له دور هام في ذلك، من حيث غلاء المهور بالدرجة الأولى ومن ثمة تفضيلهن خلال السنوات الأخيرة للشاب المرتاح المكتمل ماديا من كل الجوانب. أما السيد “رياض” فاعتبر الابتعاد عن الضوابط الشرعية من ناحية الزواج المتسبب الرئيسي في الظاهرة من حيث غلاء المهور التي تنفّر الشباب من الزواج أكثر مما تجذبهم، وهذا لتأثرهم الكبير بالثقافة الغربية في تصورهم العام للزواج . فتيات عوانس لعدة أسباب صادفت “السلام” لدى حديثها مع المواطنين الآنسة “حياة” 35 سنة لم تتزوج إلى الآن، ليس لأنه لم يتقدم إلى خطبتها أي شاب وإنما لأنها كانت جد متطلبة في وضع المزايا والصفات لشريك حياتها، وبين رفض ذلك قصره أو عدم وسامته مر الوقت عليها حسب ما ذكرت إلى أن وجدت نفسها في الثلاثينيات دون زوج، وما زاد من غيضها ودهور حالتها النفسية عدم رحمة مجتمعنا الجزائري بالفتاة العانس على الرغم من أنها لم تختر هذه الصفة لنفسها. أما “سميرة” 36 سنة فقد دخلت العنوسة حسب قولها بسبب زوجة أبيها التي قامت حسب ما ذكره لها الرقاة بسحرها حتى لا تتزوج على الرغم من تقدم العديد لخطبتها، وهي الوضعية التي أزمت حالتها النفسية بشكل كبير. وهي نفس القصة التي تعيشها “صبيحة” 50 سنة إلا أن المتسبب في دخولها السجن العنوسة حسبها هما والداها اللذان رفضا تزويجها إلى العديد من الخطّاب، كان آخرهم شابا أحبته إلا أنهما رفضاه هو أيضا لأنه لم يكن بمثل مستواهما المادي، إلا أنها الآن حسب ما ذكرته لنا سترضى بأي كان، أما “الحاجة” التي تبلغ