لما أعطى الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم الشفاعة والدرجة الرفيعة، وجعل إتباعه من محبته تعالى فقال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، فكان هذا من الأسباب التي صيرت القلوب تهفو إلى محبته صلى الله عليه وسلم، فمنذ فجر الإسلام والمسلمون يتسابقون إلى إبراز محاسنه، ونشر سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم ولم يزل المسلمون متمسكين بهذه المحبة الغالية ومنها بر الوالدين، قرن برهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده، كما قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} لذا أقر لهما حقوقا لابد أن يقوم بها الأبناء، ومن كان كذلك كان أحسن الناس وأكملهم وأحقهم بمحبة الله والناس أجمعين ومنها نذكر: - حق الطاعة: والمقصود بالطاعة هنا الاستجابة لأوامرهما ورغبتهما في غير معصية الله، قال الله تعالى {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا}. - الإنفاق عليهما عند الحاجة: فإن من إكرام الوالدين والإحسان إليهما أن يقدم لهما ما يحتاجان إليه من مال وغيره وخاصة حين يصبحان غير قادرين على العمل. - الدعاء لهما: قال تعالى: {وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا}، ومن دعا لوالديه خمس مرات فقد أدى حقهما” قال تعالى “أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير” لقمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم “إذا ترك العبد الدعاء للوالدين انقطع عنه الرزق”، قال النبي صلى الله عليه وسلم “ثلاث دعوات مستجاب لهم ولا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على الولد” أحمد والبخاري”، وفي رواية “دعوة الوالد لولده”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم” أربعة دعوتهم مستجابة “الإمام العادل والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المظلوم، ورجل يدعو لولده. - صلة الرحم وإكرام صديقهما.- إجابة ندائهما على وجه السرعة. - التأدب واللين معهما في القول والتخاطب. - عدم الدخول عليهم بدون إذنهما، ولا سيما وقت نومهما وراحتهما. - عدم التضجر منهما عند الكبر أو المرض والضعف، والقيام بخدمتهما على خير وجه. - إكرامهما بتقديمهما في جميع الأمور و بخاصة عند الأكل.