هناك أحوال يمر بها المسلم هي لحظات يستجيب الله فيها دعاء من دعاه، وهي تمر بكثير منا فهل نستغلها؟ فمثل دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب دعاء ستجاب، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: /دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل/، ودعوة الصائم، والمسافر، والمظلوم، والوالد لولده، وعلى ولده، كلها دعوات مستجابة لقوله صلى الله عليه وسلم: /ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم/، وقوله صلى الله عليه وسلم: /ثلاث دعوات لا تُرد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر/، وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ عندما بعثه لليمن: /واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب/.ويوم عرفة كله يوم دعاء مستجاب، قال صلى الله عليه وسلم: /خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير/. ودعوة المضطر الذي هو المكروب المجهود، فالله تبارك وتعالى يجيب المضطر إذا دعاه ولو كان مشركاً، فكيف إذا كان مسلماً عاصياً مفرطاً في جنب الله؟ بل كيف إذا كان مؤمناً براً تقياً؟ قال تعالى: /أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ/ /النمل: 62/، قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: /أي من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه، والذي يكشف ضر المضرورين سواه؟/.ودعوة الحاج، والمعتمر، والغازي في سبيل الله: لقوله صلى الله عليه وسلم: /الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر؛ وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم/. فيا ترى: أين نحن من الدعاء؟ وما حالنا معه؟. ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، ربنا نج مستضعفنا، ربنا اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.