يعاني قصر الآغا المسمى ب "جنان الحاكم" إهمالا كبيرا، رغم أهميته كمعلم تاريخي وسياحي، وموقعه الاستراتيجي بقلب مدينة فرجيوة، وتبقى أسباب استمرار غلقه في وجه الزوار وعدم استغلاله حتى الآن مجهولة، وكانت مكتبة البلدية قد أخذت من القصر مكانا لها قبل استفادتها من مقر جديد بشارع منتوري، ليبقى المعلم الأثري يعاني الإهمال، وخلال اتصال "السلام" برئيس بلدية فرجيوة لمعرفة أسباب غلق هذه التحفة المعمارية، أوضح هذا الأخير أن المعلم من اختصاص مديرية الثقافة، لما يحتاجه من مبالغ مالية ضخمة لترميمه وإعادة الاعتبار له كأحد أهم المعالم التاريخية بالمنطقة، وإنقاذه من خطر الاندثار. وقد صُنف هذا المعلم ضمن التراث الوطني، حسب مصدر من مديرية الثقافة بولاية ميلة، والذي أكد بأنه يجري حاليا دراسة مشروع ترميم وتهيئة "قصر الآغا" بتخصيص مبلغ 14 مليار سنتيم لترميمه، وأسند المشروع إلى مكتب دراسات تحت إشراف مهندس معماري مؤهل في ميدان ترميم المعالم التاريخية. وكان قصر الآغا، مقرا لأحمد بوعكاز، حاكم منطقة فرجيوة، الذي كان تابعا لبايلك الشرق قسنطينة، والذي كان حسب علماء التاريخ يدير شؤون حكمه كممثل لباي قسنطينة، ويتصرف في الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية بهذا الصرح المعماري المتميّز، ويرجع تاريخ بناء "جنان الحاكم" إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر في عهد أحمد بوعكاز الذي عينه الحاج أحمد باي شيخا لمنطقة فرجيوة سنة 1834 ميلادي، أي قبل وصول الفرنسيين إلى المنطقة بحوالي ست سنوات، وبعد اقتحام الاحتلال الفرنسي المنطقة أصبح القصر مقرا لإقامة الحاكم وكذا مقرا لبلدية فرجيوة المختلطة في الوقت نفسه. واستفاد القصر من أشغال الترميم لأول مرة حسب بعض الوثائق التاريخية عام 1929، ليتم استغلاله بعد استقلال الجزائر كمركز لأبناء الشهداء قبل تحويله إلى مدرسة ابتدائية ثم إلى إقامة للطلبة الداخليين بمرحلة الثانوي. وأطلقت على القصر تسميات منها قصر بوعكاز، برج أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter