أنهى قرابة 40 إماما مؤخرا تكوينا بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر في اللغة الفرنسية واللائكية، وحتى القوانين السارية المفعول في باريس، من أجل السفر ثم تأطير مساجد بفرنسا، بناء على اتفاق بين سلطات البلدين . ذكرت وسائل إعلام فرنسية أمس أن 40 إماما ومعهم مرشدة دينية أجروا شهر جوان تربصا بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر العاصمة، تكوينا في ثلاثة محاور: الأول هو اللغة الفرنسية، والثاني الإلمام بالقوانين التي تسير الجمهورية الفرنسية، أما الأخير فهو مفهوم اللائكية التي تحكم المجتمعات الغربية، أي مبدأ فصل الدين عن الدولة، وأشارت المصادر أن الأئمة الذين أشرف على تكوينهم مختصون قدموا من فرنسا سيغادرون خلال أيام إلى باريس لتكليفهم بتأطير مساجد بفرنسا، كطريقة لجأت إليها السلطات هناك لمواجهة الفكر التكفيري في البلاد، وجاءت هذه الخطوة في إطار إتفاق بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الداخلية الفرنسية تقضي بأن تقوم المراكز الثقافية الفرنسية بالجزائر بتكوين الأئمة المنتدبين لعمارة المساجد بفرنسا في اللغة الفرنسية ومفاهيم اللائكية وقوانين فرنسا. وكان رئيس مكتب الديانة بوزارة الداخلية الفرنسية قد زار الجزائر شهر ماي الماضي وقام بمحادثات مع وزير الشؤون الدينية في إطار تحضير الدورة التكوينية لفائدة الأئمة المرشحين للانتداب لدى مسجد باريس، وكانت الجزائر أبرمت اتفاقية سنة 2005 مع فرنسا تقوم بموجبها الجزائر بمساعدة مسلمي فرنسا على ممارسة ديانتهم من خلال إرسال أئمة مكونين ومؤهلين، وتنص الإتفاقية على أن يخضع هؤلاء الأئمة لتكوين في اللغة الفرنسية بالتعاون مع وزارة الداخلية الفرنسية من أجل تمكينهم من الإلمام بقوانين الجمهورية الفرنسية وإعطائهم فكرة عن اللائكية والقوانين التي تسير المجتمع الفرنسي والعادات والتقاليد، والاطلاع أكثر على كيفية التعامل والتفاعل مع المسلمين بفرنسا، لأن هؤلاء الأئمة سيضطلعون بدور الإمامة والقيام بالتدريس على مستوى مساجد بفرنسا دون الغوص في مهام غير المهام الموكلة لهم.