للصلاة الفضل الأكبر في تفريج هموم النفس، وتفريح القلب وتقويته وفي شرح الصدر لما فيها من اتصال القلب بالله عز وجل، فهي خير الأعمال، كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة والحاكم عن ثوبان رضي الله عنه: «واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة وللوقوف بين يدي الله في الصلاة أسرار عظيمة في جلب الصحة والعافية، قال جل وعلا: «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون» العنكبوت، والصلاة هي الشفاء الأكيد للنفس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزن من أمر فزع إلى الصلاة، كما أنها علاج فعال للجسم أيضا، فقد روى ابن ماجة من حديث مجاهد عن أبي هريرة قال: «رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني، فقال لي: يا أبا هريرة، أيوجعك بطنك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاء إن الصلاة عملية حيوية ترتفع بأداء وظائف الإنسان النفسية والبدنية إلى أعلى مرتبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد: «إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟.. الحديث»، فالصلاة بحق نموذج نوراني يؤكد عظمة المنهج القرآني لهذا الدين! ولما كان الصبر نصف الإيمان وخلقا فاضلا من أخلاق النفس وقائدا للنفس إلى طاعة الله، صارفا لها عن معصيته، كان ضروريا أن نتحلى به، في وقت كثرت فيه المصائب وعمت الفتن وزادت الشبهات، وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر، وصارت حاجة الناس إلى الصبر لا تقل عن حاجتهم إلى الطعام والشراب، والصبر هو حبس النفس عن الجزع واللسان عن الشكوى والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما، وهو خلق فاضل من أخلاق النفس، يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها، وفي تقديم الله تعالى في قوله (واستعينوا بالصبر والصلاة) الصبر على الصلاة مع أن الصلاة هي عماد الدين، أجاب العثيمين رحمه الله تعالى بالقول: قدم الله تبارك وتعالى الصبر على الصلاة لأن الصبر أوسع، فالصلاة عبادة معينة لكن الصبر أوسع، ومن الصبر الصلاة، لأن الصلاة طاعة لله عز وجل، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن الصبر ثلاثة /