لا يزال مشروع إعادة تهيئة ميناء شطايبي ببلدية شطايبي الواقعة في الجهة الغربية لولاية عنابة يراوح مكانه نتيجة الإهمال وعدم إتباع خطة عملية مدروسة لتجسيد هكذا مشاريع من طرف مسؤولي القطاع، وإلى ذلك فإن الميناء سبق وأن خصصت له مديرية الأشغال العمومية بالولاية ما قيمته مليار و500 مليون سنتيم لتهيئته وبعث النشاط فيه من جديد والعمل على تقوية الأرصفة البحرية للميناء لحماية قوارب الصيد بعد أن عرفت جل أرصفته تدهورا كبيرا وأصبح وكرا للمنحرفين وأصحاب البزنسة، العملية التي لقيت حينها استحسانا من طرف أصحاب المهنة ظنا أنها ستمكنهم من بعث نشاطهم من جديد وجعله ميناء تجاريا ضخما تماشيا مع المخطط العام والخاص، إلا أن دار لقمان بقيت على حالها وما زاد الطين بلة هوتحويل مرافقه العمومية إلى ملكيات خاصة دخلت عالم البزنسة في ظل صمت الجهات الوصية، وحسب بعض البحارة الذين التقت " السلام" بهم أعربوا عن سخطهم إزاء ما تنتهجه السلطات المحلية خاصة وأن أهالي المنطقة يعتمدون في تحصيل رزقهم على الفلاحة والصيد، وأمام الواقع المر الذي يعيشونه فإن الكثير من شباب المنطقة عزفوا عن مزاول هذا النشاط بسبب العراقيل والمشاكل المحيطة بهذه المهنة، وفي ذات السياق فقد سبق وأن استفاد المرفأ من عمليات تهيئة وترميم إلا أنها عمليات لم تأت بشئ ظاهر، فالزائر للميناء يلاحظ مدى تدني النظافة مع الانبعاث الكبير للروائح الكريهة ورغم أن المرفأ عرف خلال الآونة الأخيرة عملية تنظيف واستخراج كمية كبيرة من النفايات الصلبة والقاذورات في إطار "الموانئ الزرقاء" الذي أطلق عبر كامل المنطقة الساحلية للوطن إلا أن المرفأ لا يزال يحتاج لأكثر من عملية تنظيف، كما يعرف الميناء فوضى في تنظيم حركة المرور وعمليات الدخول والخروج، وفي ظل غياب الإنارة العمومية يصبح الميناء أكثر خطورة ليلا ليتحول لمكان لتعاطي الخمور والمخدرات ورغم عديد الشكاوى التي تقدم بها البحارة إلا أن الحال بقي على ما هو عليه، كما يعاني المرفأ من ضغط لمراكب الرسو التي تتجاوز 400 مركب في حين تصل طاقة الاستيعاب إلى 100 مركب بحري، كما يفتقر الميناء لغرفة للتبريد وتجميع السمك وجناح لصيانة المراكب المعطلة، ومع كل هذه النقائص التي يعرفها المكان يبقى البحارة يواجهون وحدهم متاعب المهنة التي توارثوها أبا عن جد، في انتظار التفاتة جادة من طرف أصحاب الشأن وفي انتظار تفعيل تجسيد مشروع الميناء الجديد بالمنطقة الذي يعرف هو الأخر تعطلا في الانجاز.