تعرف ظاهرة انتشار الباعة على حواف الطرقات بالبويرة، تزايدا كبيرا حيث أصبح عددهم اليوم ينمو كالفطريات ويزداد من يوم إلى أخر، مع ارتفاع زبائنهم الذين يجرون وراء الأسعار الرخيصة والمنتوجات الفورية، بصرف النظر عن الظروف التي تعرض فيها، فأينما توجهت تشاهد هؤلاء الباعة عارضين سلعهم المختلفة بجوانب الطرقات من مطلوع وخضر وفواكه موسمية، وخاصة في الايام المتزامنة والعطلة الصيفية اين يجد الاطفال ضالتهم في ترويجها لكسب دنانير اضافية لسد مصاريف الدخول المدرسي. فمن حدود الأخضرية غربا إلى تاوريرت شرقا وشرفة شمالا، تنتشر التجارة الموازية والخطيرة انتشارا واسعا خاصة وتزامنها مع العطلة الصيفية التي كانت وجهة معظم المتمدرسين إليها، عارضين بمحاذاة الطرقات الوطنية الولائية والبلدية وحتى على مستوى الطريق السيار شرق غرب، التي يمنع فيها ممارسة هذه التجارة التي لا تجني من خلالها إلا المآسي والحوادث المرورية التي لا تحمد عقباها. ومن خلال تجوالنا في عدد من هذه الطرقات سألنا العديد من الباعة عن مصدر السلع التي يبيعونها وأسباب اختيارهم البيع على أرصفة الطرقات والمخاطر التي يتسببون فيها، فكانت إجابتهم مختلفة حيث أكد الشاب صالح، من بلدية الاخضرية وهو بائع للخضر والفواكه الموسمية فقال «الوالد هو الذي أجبرني على البيع بجانب الطريق لأننا عائلة فلاحية وليس لدينا سيارة لأخذ منتوجنا إلى السوق، فأقوم ببيعها بجانب الطريق لأننا لنا زبائن خاصون يأتون إلينا من بعيد لشراء خضرواتنا لجودتها وانخفاض أسعارها»، أما جمال، فحكايته تختلف عن صالح وحسب قوله فإن ولوجه إلى عالم التجارة وخاصة في سنه المبكر، فهو يساعد عائلته لأن أباه متقاعد وراتبه لا يكفي مصروف الجيب، ويضيف انه يعمل في هذه العطلة لأنها السبيل الوحيد لجمع بعض الأموال لتسديد مصاريف الدخول المدرسي له ولإخوانه، وان التجارة بمحاذاة الطريق مربحة وخاصة نهاية الأسبوع، أين تكثر الحركة المرورية وكما ترون أنني أبيع «المطلوع السخون» لأن معظم المسافرين بحاجة إلى غذاء وخاصة أرباب العائلات الذين لا يطهون هذا النوع من الخبز لأسباب عملية ومهنية، وعن سعر المطلوعة الواحدة يقول جمال، أن سعر المطلوعة 25 دج وهي في متناول الجميع. زيوت تفقد لونها بفعل عرضها الطويل تحت أشعة الشمس تباع في الطرقات إن الزائر للطريق الوطني رقم 5 المشهور، وبالضبط بمنطقة أحنيف شرقي مدينة البويرة، تصادفه ظاهرة بيع التين الجاف وزيت الزيتون بكثرة، إلا أن ما يلاحظ على تلك الزيوت هو تغير لونها بفعل تعرضها الطويل لأشعة الشمس دون أن تتحرك أي جهة لمنع هؤلاء الباعة من عرض هذا النوع من الزيت تحت أشعة الشمس، لكن رغم ذلك تعود العديد منهم على بيع زيوتهم على قارعة الطريق غير مبالين بخطر عرض هذه المادة لأشعة الشمس مدة أطول في قارورات بلاستيكية، وهنا يكون الخطر أكثر وأمثلة كثيرة والمهم ملء جيوبهم ولو على حساب صحة المستهلك، وفي ظل الغياب الكلي لمصالح التجارة لردع المخالفين. طيور السمان تُذبح في الخلاء وتشوي على الجمر برصيف الطريق عدنا مرة ثانية إلى بلدية الاخضرية، للوقوف على ظاهرة جديدة في قاموس التجارة، وهي ذبح وشواء طيور السمان في الخلاء، إذ ادخل بعض باعة طيور السمان ثقافة جديدة بمنطقة الشلالات من خلال تحويلهم رصيف الطريق الوطني رقم 5 إلى مطاعم في الهواء الطلق، بعد أن ارتفع عددهم أكثر في الآونة الأخيرة، فالزائر إلى هذه المنطقة يلاحظ العدد الهائل من الأقفاص الكبيرة المملوءة بطيور السمان غير البرية على رصيف الطريق والزبائن الكثيرون المتوقفون أمامهم يقومون باختيار طيورهم بأنفسهم وذبحها لهم في عين المكان، وشويها على الجمر وتناولها فوق الصخور، فهذه الطريقة أصبحت تجلب لهؤلاء زبائن كثيرين ومن مختلف الطبقات وخاصة أيام نهاية الأسبوع، أين تلاحظ طوابير طويلة وحركة غير عادية الشيء الذي يخلق ازدحاما في الحركة المرورية مع انتشار الدخان في كل الجهات. الأطباء يحذّرون من خطورتها ويدعون لعدم شرائها وعن مخاطر هذه التجارة المعروضة للشمس، ينصح الأطباء بعدم اقتنائها نظرا للغبار والذباب والأدخنة وتعرضها للشمس باستمرار مما يعرضها لنمو البكتيريا ويضعف من جودتها وقيمتها، كما يحذّرون من اقتناء بعض المواد سريعة التلف كالزيوت التي تباع في قارورات بلاستيكية وتعرضها لمدة طويلة لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى تفاعلات كيميائية خطيرة بينها وبين البلاستيك فتفرز بعض المواد التي تضر بصحة الإنسان، لذا يجب على المستهلك اخذ الحيطة والحذر من هذه المواد التي تباع على الأرصفة، وفي ظروف غير صحية، كما دعوا بالجهات المعنية بالقيام بدوريات لمراقبة هؤلاء الباعة للتأكيد من صحة وصلاحية المواد التي يبيعونها لتفادي أية كارثة قد يتسببون فيها وخاصة في هذه الأيام الحارة.