يبدو أن التعليمة التي وجهتها وزارة التجارة لكافة مديرياتها الولائية بضرورة السهر على سلامة وصحة المواطنين، خلال شهر رمضان المبارك عن طريق الإكثار من أعوان المراقبة وقمع الغش، أتت أكلها بولاية بومرداس، حيث ظهرت محلات بيع(الزلابية) و(المطلوع) والحلويات التقليدية عبر كافة بلدياتها على غرار يسر برج منايل، الناصرية، بغلية، دلس، وغيرها بحلة جديدة في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، حيث فتحت أبوابها للزبائن الراغبين في اقتناء هذا النوع من السلع في أجواء مريحة تتوفر على كافة الشروط المناسبة لممارسة هذا النشاط. وقد توفرت المحلات على أجهزة المبردات التي تضمن بقاء صلاحية المواد الاستهلاكية منها المشروبات والعصائر والتي عادة ما كان التجار يعرضونها في طاولات خارجية عند مدخل محلاتهم تحت أشعة الشمس الحارقة، علاوة على ذلك قام التجار أيضا بتوفير الأدوات المناسبة لتقديم السلع لزبائنهم منها العلب الكرتونية الخاصة بوضع الحلويات والأكياس البلاستيكية، بالإضافة إلى ورق الألمنيوم وغيرها من الأمور التي تستعمل في عملية حفظ السلع المباعة، كذلك أظهر باعة هذه المواد خلال هذه السنة اهتماما كبيرا بنظافة المكان والسلع والأدوات المستعملة وهو الأمر الذي من شأنه أن يحافظ على سلامة المستهلكين خلال شهر الصيام في حالة تمسك هؤلاء بقواعد احترام النظافة، في سياق مغاير، استغل تجار آخرون بذات الولاية، شهر رمضان الكريم لربح المزيد من المال، حيث يمثل هذا شهر بالنسبة لبعضهم شهرا لتغيير النشاط لفترة معينة، خاصة وأن الحلويات التقليدية والرمضانية خاصة تعرف إقبالا كبيرا من قبل المواطنين البومرداسيين، وبذلك يعلق أصحاب المحلات آمالهم على هذا الشهر لملء خزينتهم أو لإنقاذ أنفسهم من الركود الذي يكون قد لحقهم قبل رمضان، لما يعرف عن الإقبال على اقتناء الحلويات بكميات معتبرة. وكالعادة، تتحول العديد من المحلات لتغير طبيعة نشاطها فور قدوم شهر رمضان المعظم في كل سنة، من محلات الملابس والمطاعم إلى محلات بيع الحلويات التقليدية، خاصة الزلابية وقلب اللوز، التي تعد من أكثر الحلويات استهلاكا من قبل المواطنين. ..و"للمطلوع" نكهة أخرى للعائلات البومرداسية كما يشهد خبز الدار(المطلوع) إقبالا واسعا من طرف العائلات البومرداسية خلال شهر رمضان المعظم والذي يحل محل الخبز، والملاحظ أن بائعيه ينتمون لمختلف الفئات حيث لا يقتصر الأمر على الأطفال الذين يستغلون العطلة لكسب مصروف الجيب ومساعدة عائلاتهم في توفير مصروف البيت، فقد اختلفت أسباب ودوافع كل منهم، فبعضهم أصبح معروفا لدى الزبائن بحكم تعودهم على اقتناء خبزه بالنظر لجودته وطريقة إعداده، حيث يقول بعض بائعي المطلوع أن العديد من الزبائن يفضلون الخبز المحضر على نار الحطب. كما أنه يختلف سعره بحسب نوع الخبز، فمثلا خبز المطلوع المصنوع بالفرينة يختلف ثمنه عن المصنوع بالدقيق، حيث سعر هذا الأخير يتجاوز 30 دينارا فيما سعر الأول يقدر ب25 دينارا، أما خبز (المورق) فإن سعره هو الآخر يتجاوز 40 دينارا، حسب حجم الخبزة، فإذا كانت من الحجم الكبير فإن سعرها يكون أكثر من ذلك، ورغم إجماع العديد من الزبائن الذين التقيناهم على ارتفاع أسعار (خبز الدار) إلا أن الإقبال يبقى واسعا عليه من طرف المواطنين الذين يؤكدون أنه لا يمكنهم الاستغناء عنه في شهر رمضان.