كشف مدير الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية سكيكدة عبد الحميد براهمية، أن منتوج سواحل ولاية سكيكدة من الأسماك يتواجد بأسواق عدة ولايات من الوطن، حيث يسوق بولاية عنابة السمك الأبيض، كما يباع بباتنة السمك الذهبي وبالعاصمة الجمبري الأحمر الملكي، هذا الأخير وصل سعره إلى 3000 دج للكيلوغرام. وقد أرجع سبب انخفاض سعر السمك بولاية قسنطينة رغم ارتفاعه بولاية سكيكدة إلى قلة استهلاك هذا النوع من الغذاء على عكس سكان سكيكدة، حيث أفاد ذات المسؤول أن سكيكدة ذات قدرة شرائية عالية فيما يخص منتوج السمك، فرغم ارتفاع أسعاره يبقى الغذاء السمكي الأفضل عند السكيكديين، هذا ورغم تصريح مدير الصيد البحري بتواجد منتوج السمك على مستوى عدة ولايات، إلا أن سكيكدة تشهد تراجعا في هذا المنتوج رغم توفرها على هياكل هامة هي ثلاثة موانئ، كميناء سطورة الذي يحوي 29 سفينة جيبية، 38 سفينة سردين، 81 سفينة للحرف الصغيرة، ميناء القل الذي تتواجد به أربع سفن أجياب، 49 سفينة سردين و 78 سفن للحرف الصغيرة بالإضافة إلى ميناء المرسى، الذي لا يحوي أية سفينة جيبية عدا 30 سفينة سردين و 135 سفينة خاصة بالحرف الصغيرة، كما تتوفر بالولاية ثلاثة شواطئ للرسو، ملجأين للصيد، هما ملجأ رأس الحديد لرسو القوارب الصغيرة التابعة لسكان المنطقة ولرسو السفن التي تحاصرها العواصف البحرية بعرض البحر، وكذا ملجأ واد الزهور وثلاثة أودية ذات سير مستمر وأربعة سدود. تراجع المنتوج، أرجعته مديرية الصيد البحري إلى الإنخفاض في عدد الخرجات بسبب أعمال الصيانة، الإرتفاع في عدد الخرجات الغير مجدية بسبب سوء الأحوال الجوية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن إنتاج ولاية سكيكدة لم يتجاوز السنة الفارطة 4717.52 طن، أي ما نسبته 15% من المخزون السمكي القابل للصيد كأقصى حد، ما يعني أن الولاية قد تراجعت مقارنة بسنة 2011 التي وصلت فيها النسبة إلى 12.41%، أين سجل خلالها السمك الأبيض أعلى نسبة متبوعا بالسمك الأزرق، الرخويات ثم القشريات، هذه الأخيرة لم يعرف سبب نقص إنتاجها رغم الدراسة التي قامت بها الباخرة الإسبانية VISCONDE DE EZA على مستوى الجهة الغربية للبحر البيض المتوسط، والتي بينت أن مردود القشريات خاصة ما تعلق بالجمبري الأحمر والأصفر يتواجد أكثر في عرض البحر التابع إقليميا لولاية سكيكدة، حيث بينت الدراسة الإسبانية أن منتوج سكيكدة من الجمبري يصل إلى 20 كلغ في الساعة، مقارنة مع مردود كل من جزيرة كورسيكا الفرنسية وجزر البليار الإسبانية، وكذا جزيرة سردينيا الإيطالية، التي لا يتعدى مردودها 5 كلغ في الساعة. من جهة أخرى صرح والي ولاية سكيكدة أن المشاكل التي طالما يتحدث عنها الصيادون في كثير من الأحيان، هي مشاكل تمس الجانب الإداري، والإنتاج في تراجع على المستوى الوطني وليس على مستوى ولاية سكيكدة فقط، والأرقام التي تقدم من طرف أصحاب المهنة ليست حقيقية ودقيقة، فالمنتوج ليس مصرح به بالكامل لاعتبارات أخرى واصفا القطاع بالصعب وذو عقلية خاصة. فرغم الإستثمارات الضخمة التي وصلت إلى 4 ملايير دج كإنجاز ميناء للصيد بواد الزهور، الذي به كل مواصفات ميناء الصيد وبرنامج الإنعاش الإقتصادي، إلا أنه لا مقابل لهذه الإستثمارات واقتصار أصحاب المهنة على التحدث عن المشاكل دون الخوض في المردودية. والأدهى فإن المشاكل التي يتحدثون عنها هي مشاكل تافهة بدليل وجود إمكانيات مذهلة لكن العمل يبقى بدائي، فالعمل الذي يتطلب من الصياد البقاء يومين أو أكثر بالبحر يعمله أقل من 24 ساعة، كالذهاب صباحا والعودة مساء، عكس ما يعمله الصياد بالدول الأخرى. ولهذا – حسبه - فالمشكل بالمهنة وليس في الإمكانيات، فالصياد المحترف يزل إلى مرتبة أصحاب الترفيه وسفن النزهة. على صعيد آخر، كشف مدير الصيد البحري فيما يخص مزرعة تربية المائيات والجمبري خاصة بمزرعة تربية الجمبري بالمرسى أن السلطات المحلية تسعى لجعل ولاية سكيكدة قاطرة لتربية الجمبري، وقد نجحت عملية التفريخ والكوريون أبدوا استعدادا تتمثل في عملية تغيير الغذائي المقدم لتقليص مدة التفريخ من 16 شهرا إلى 7 أشهر فقط، والسهر على درجات الحرارة المناسبة والملوحة من طرف التقنيون الكوريون، وقد وصل تسمين الجمبري بذات المزرعة إلى 12 غرام، مضيفا أن الغرض ليس اقتصاديا بقدر ما هو غرض بحثي.