كشفت مصادر عليمة ل"السلام"، أن لجنة وزارية موسعة شرعت منذ بداية الأسبوع الجاري في عمليات تحقيق واسعة النطاق بالمؤسسة العمومية الاستشفائية وكذا المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدائرة سبدو جنوب ولاية تلمسان على خلفية شكاوى كثيرة لمختلف الفروع النقابية وعمال الصحة بهذه المنطقة التي لا تزال بعيدة عن الصحة بمفهومها العام. وأكدت مصادر عليمة، أن اللجنة الموسعة بدأت بعمليات تقنية حيث تم تفقد مختلف الأجنحة التي لها بصلة بمسألة نقص الوسائل والتجهيزات بداية بجناح الولادة الذي يعرف وضعية كارثية جراء غياب المستلزمات الضرورية التي سبق وأن دعت إليها مختلف الفروع النقابية وحتى المدير السابق للمؤسسة وعاينت اللجنة تسرب المياه عبر مختلف أجنحة المؤسسة الاستشافئية، تحسبا لإعداد بطاقة تقنية تقييمية موسعة وبجناح الجراحة عاينت اللجنة هذا الجناح واستمعت إلى انشغالات المسيرين والاختصاصين وعمال المؤسسة وعاينت اللجنة جناح المخبر ومختلف الأجنحة الأخرى قبل أن تتنقل إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية وسط المدينة، أين عاينت المركز الذي يوجد وسط المدينة قبل أن تعقد لقاء موسعا مع مسيري ومسؤولين الصحة بدائرة سبدو تم من خلاله التطرق إلى مختلف المشاكل والانشغالات التي يعرفها قطاع الصحة بدائرة سبدو في محاولة لمعالجة المشاكل التي ظلت مطروحة منذ فترة. وفي سياق متصل، فقد طالبت عديد النقابات المستقلة التابعة للمؤسسة العمومية الاستشفائية بدائرة سبدو جنوبتلمسان وعلى رأسها النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الصحة العمومية والنقابة الوطنية للشبه الطبي والنقابة الوطنية للأخصائيين في الصحة العمومية والنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية من السلطات الولائية ومديرية الصحة ضرورة النظر الجاد والايجابي لمختلف المشاكل والانشغالات التي يكابدها عمال المؤسسة، والتي انعكست سلبا على يومياتهم جراء الإهمال واللامبالاة والصراعات الداخلية التي لن تزيد الأمور إلا تعقيدا، حسب العريضة التي رفعتها النقابات بدليل غياب تكفل حقيقي بالمرضى، فضلا عن نقص الإمكانيات والتجهيزات والعتاد الطبي مما طرح العديد من التساؤلات في أوساط النقابات المستقلة من جهة والسكان من جهة أخرى. وقد حث ممثلو العمال على ضرورة التجند للانتفاضة الجماعية والفعالة ضد المحيط المتعفن والمقلق الذي تمر به هذه المؤسسة التي كان يضرب بها المثل خلال سنين خلت والذي من شأنه تعطيل مصالحها والحد من تطوير خدمات مصالحها، بحيث تراجعت نشاطاتها إلى درجة فقدانها لأخصائي أو اخصائية واحدة في طب النساء فرغم توفير الدولة مؤخرا لمجموعة من السكنات الوظيفية لصالح المؤسسة العمومية الاستشفائية بسبدو لم يعالج هذا المشكل الذي لا يزال يقلق زوار جناح الولادة بحيث توجه الحالات المستعصية والصعبة إلى المستشفى الجامعي بتلمسان في ظروف محفوفة بالمخاطر. ويسرد ويكشف محضر الجلسة جملة من الانشغالات منها النقص الحاد للتجهيزات والوسائل المادية والعتاد الطبي في غياب ميزانية مناسبة بينما أكل الدهر وشرب على التجهيزات التي ترجع إلى عشرات السنين والتي اهترأت بدرجة كبيرة. أما الوضعية الحالية لبناية المؤسسة فهي متردية مما يتطلب التدخل العاجل لترميمها وصيانة سقفها من تسربات المياه المستمرة والمقلقة، ويلفت ممثلو العمال لعدم توفر الأمن داخل المؤسسة، ويشير المحضر ذاته إلى النقص الفادح للعديد من أنواع الأدوية منها ما هي ضرورية في العلاج، إلى جانب نقص بدل العمل وغياب التدفئة مما يزيد من معاناة المرضى ومستخدمي المؤسسة وتراجع نوعية الإطعام ووجبات الإفطار والتغذية وغياب الوثائق والإعلام والاتصالات بالعالم الخارجي والانترنت. وينتقد العمال غياب النظام الداخلي داخل المؤسسة وعدم توفير ظروف الحراسة وحرمان العمال من ضمان الحقوق المتمثلة في مستحقات الترقيات والرتب بعد الترقية، والعلاوات الخاصة بالزيادات في الأجور لسنة كاملة ويتساءل المجتمعون عن خلفية إبقاء سكنات محاذية لمقر المؤسسة مستغلة من طرف فاقدي الشرعية في ذلك مما يتطلب استرجاعها وإعادة توزيعها على الأطباء الأخصائيين. وعلى صعيد أخر، فقد هدد الفرع النقابي للشبه الطبي بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدائرة سبدو بتلمسان بشل مختلف قاعات العلاج والدخول في إضراب متجدد، في حالة عدم تنفيذ المطالب التي تم رفعها إلى مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ومدير الصحة والسكان بتلمسان والتي تضمنت ضرورة صرف المنح والعلاوات. وأكد البيان الذي تلقينا نسخة منه، أن الإدارة ظلت تتماطل في حل مختلف مشاكل القطاع المتراكمة منذ فترة طويلة حيث لا تزال إدارة المؤسسة حسب البيان تتماطل في صرف المخلفات المالية لسنتي 2011 و2012، فضلا عن عدم تمكنها من صرف منحتي تحسين المردودية للثلاثي الأول والثاني والثالث لسنة 2013، بسب ما اسماه الفرع النقابي بالتعسف الواضح، وطالب بيان الفرع النقابي للشبه الطبي بضرورة تسوية الوضعية المالية للعمال المتعاقدين، الذين لم يتلقوا أجورهم الشهرية وطالب عمال قطاع الصحة بدائرة سبدو بضرورة إيفاد لجان خاصة للوقوف على الوضعية المتردية لقطاع الصحة.