تسعى الكثير من السيدات لمعرفة جنس الجنين، فبمجرد وصول حملهن الشهر الرابع حتى يقصدن طبيبات أخصائيات لإجراء التصوير ويقتنعن بالنتيجة على اعتبار أنه جهاز يظهر كل ما يتعلق بنمو الطفل وسلامته بوضوح، وكذلك الجنس، إلا أن حدوث بعض الحالات التي أظهرت العكس بعد الولادة والتي تسببت في صدمة للأمهات بشكل خاص غيرت نظرتهن لهذه الفحوصات. تسبب بعض وضعيات الجنين في بطن الأم صعوبة في معرفة جنسه حتى في الأشهر الأخيرة وهذا ما يجعل الأخصائية تخبر الأم عن الوضعو وتقول لها الأرجح عما إذا كان ذكرا أو أنثى، إلا أن الأمهات يتمسكن بذلك ويخترن ملابس الطفل المنتظر على ذلك الأساس إلى أن يحدث العكس لدى البعض، حيث يثبت أن جنس المولود يختلف عما كان متوقعا فيسبب صدمة للأم. »أسماء« واحدة منهن، أخبرها الطبيب المختص أنها حامل ببنت، وهذا الخبر أسعدها كثيرا وجعلها تحلم باليوم الذي تضع فيه أميرتها الصغيرة بعد أن أنجبت أربعة ذكور قبلها، واختارت لها أجمل ألبسة، وعند الولادة قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية لتعقد حالتها، لتعرف أن المولود ذكر وليس أنثى، وهو الخبر الذي صدم كل العائلة، حيث تقول: «حضرت تقريبا مع زوجي كل لوازم الفتاة من ألبسة ملونة باللون الوردي والأغطية التي تتماشى معها وكل لوازمها، ولكن شعرت بالذهول عندما رأيت الطفل، إلا أن كل ما يعطيه الله لنا خير، إلا أنني أحسست بشيء غريب عند سماعي الخبر». »سميحة« أيضا عايشت الوضع ولكن بطريقة أخرى، فهي لم تكن المتضررة المباشر، وإنما زوجة أخيها هي التي عانت من المسألة، والتي لها ولدين وبنتا، وقالت لها الطبية التي كانت تتابعها في مرحلة حملها أنها حامل ببنت، قد فرحت بها قبل ولادتها كما قالت »سميحة« : »كانت سعيدة جدا بالخبر الذي أعلمتها به أخصائية أمراض النساء والتوليد، وهذا من أجل أن يكون هناك توازن بين الذكور والإناث على حد تعبيرها ، فحضرت كل اللوازم، ولكن الفرحة لم تدم، فسرعان ما انقضت فترة الحمل وجاءت الولادة التي لم يتوقع أحد نهايتها على هذا المنوال، فقد أنجبت ولدا«. وتصيب في بعض الأحيان السيدات المسنات في تحديد جنس الجنين من خلال شكل بطن الأم، وهذا انطلاقا من الخبرة التي اكتسبنها من التجارب السابقة حتى وإن أثبتت الفحوصات عكس ذلك، وهذا ما أكدته إحدى السيدات والتي كانت تتمنى إنجاب طفل، إلا أن الطبيبة المختصة أخبرتها أنها حامل ببنت في شهرها الرابع، وهذا ما أصابها بإحباط، إلا أن جارتها قالت أنه ذكر بسبب شكل بطنها، وهنا تقول »لم أصدق ما حدث بعد الولادة، فالمولود ذكر، والجارة أصابت في حين أخطأت التقديرات الطبيبة«. ولمعرفة أين يكمن الخطأ، هل في التقنية بحد ذاتها، أو أن الخطأ في طريقة استعمالها من طرف الأطباء المختصين؟ أتصلنا بالعديد من الأطباء المختصين بأمراض النساء والتوليد، والذين أبدى جلهم تقريبا أن الخطأ راجع إلى طبيعة الجنين المعقدة وتكوينه داخل رحم أمه، حيث تتسبب في صعوبة الحكم عليه إن كان ذكرا أو أنثى خلال الأشهر الأولى من الحمل، فالطبيبة »حميدو.ص«، مختصة في أمراض النساء والتوليد بعين طاية والتي قالت «يمكن إرجاع سبب الخطأ إلى تقلبات الجنين في رحم الأم والتي تصعب في بعض الأحيان معرفة نوع الجنس...»، كما أكدت لنا أيضا أنه من الممكن أن يكون السبب في سرعة الأطباء في التحديد فيحتم عليهم الأمر الخطأ غير المقصود، وفي سؤالنالها: هل وقعت في مثل هذا الخطأ، أجابتنا بكل صراحة قائلة: »نعم، حصل لي هذا في السنة الماضية، فقد أخطأت وبدون قصد في تحديد نوع الجنين، فقد قلت للمرأة الحاملة أنها تحمل أنثى في الفحص الأول، وفي المرة الثانية أيضا، ولكن المرأة لم تعد لفحصها في المرة الثالثة، كما اتفقنا ولكن بعد الولادة ظهر انه ذكر، فاتصلت بي وأهانتني«.