أطلقت مؤسسة توزيع المياه »سيال« وفي إطار تحسين الظروف المعيشية للمواطنين عبر مختلف بلديات العاصمة، جملة من المشاريع التنموية المتعلقة بإعادة صيانة شبكتي المياه الصالحة للشرب وقنوات الصرف الصحي، التي عرفت درجة متقدمة من التدهور والإهتراء ما تسبب في معاناة كبيرة بالنسبة لقاطني الأحياء لاسيما الشعبية منها، ومن بين المشاريع الجارية حاليا وهي قيد الإنجاز تلك المتواجدة على مستوى شارع علي عماري بالرويسو التابع لبلدية بلوزداد، وكذا بحي 720 مسكن بعين النعجة التابع إقليميا لبلدية جسر قسنطينة، وبهدف تجسيد المشاريع في آجالها المحددة، فقد اختارت «سيال» مؤسسات مؤهلة لذلك تم اختيارها بعد الإعلان عن الصفقة الوطنية بالجرائد سواء الناطقة بالفرنسية أو العربية واتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة. »السلام اليوم« حاولت الوقوف على جملة المشاريع الجارية حاليا، فكانت الوجهة الأولى إلى حي الرويسو وبالضبط شارع علي عماري التابع لبلدية بلوزداد، حيث انطلقت أشغال تجديد قنوات الصرف الصحي التي عرفت درجة كبيرة من التدهور والإهتراء، وتسببت في كثير من المعاناة لقاطنيها، خاصة خلال الأيام الممطرة، حيث تمتلئ القنوات بالمياه القذرة وتتسرب إلى السطح مخلفة انبعاث الروائح الكريهة التي يستحيل استنشاقها، وهي الأوضاع التي اضطرت على إثرها مؤسسة «سيال» إطلاق مشروع إعادة تجديد قنوات الصرف الصحي على مستوى المكان المذكور، ومحاولة منها لتنصيب قنوات أخرى أكبر وأكثر فاعلية، وفي هذا الصدد قال عبد الرحمان شعيب، مهندس بمؤسسة أشغال الري والتطهير العمومي، وأحد المشرفين على سير الأشغال، بأن المشروع الذي تم إطلاقه بالتنسيق مع مؤسسة توزيع المياه «سيال» يندرج في إطار المصلحة العامة الذي يهدف إلى تحسين ظروف المواطنين من خلال هذه العمليات التي تطلقها الجهة الوصية وتعتبر جد ضرورية، مضيفا في سياق ذي صلة إلى أنه بسبب تسرب المياه القذرة إلى السطح وكثرة الانسداد الذي كان يحصل على مستوى القنوات القديمة والمهترئة، فقد ارتأت «سيال» تجديدها وتنصيب قنوات أخرى أكبر حجما حتى يتسنى لها استيعاب كمية المياه القذرة المضخة بها، مشيرا في نفس الوقت إلى المشكل الذي يعترضهم ويتمثل في نقص المواقع المخصصة للتخلص من الأتربة عقب عملية الحفر، حيث قال في هذا الصدد المهندس عبد الرحمان شعيب، أنهم اضطروا إلى الاتفاق مع بعض أصحاب الأراضي لتفريغ كمية الأتربة، على اعتبار أن مفرغة وادي السمار تغلق على الساعة الرابعة زوالا، في حين أشغالهم تتواصل إلى غاية الساعات المتأخرة، ضف لمشكل عدم تمكنهم من إدخال شاحنات الوزن الثقيل في الفترة الصباحية بسبب تحديد مدة سيرها من الساعة السابعة ليلا وإلى غاية الثامنة صباحا، كما لم يخف محدثنا اعتماد المؤسسة على الدقة والتقنية في الأشغال حتى لا تكون أي آثار جانبية وسلبية مستقبلا، مشيرا في الأخير إلى إمكانية الانتهاء من أشغال الإنجاز الممتد على طول 220 متر بالمكان المذكور سابقا، في غضون العشرة أيام المقبلة كأقصى تقدير، لتتم بعد ذلك تبليط الأتربة حتى تسهل عملية تزفيت طريق شارع علي عماري بحي الرويسو ببلدية بلوزداد. من جهتهم السكان، وبالرغم من إزعاج الآلات المستعملة في الأشغال، إلا أنهم لم يخفوا غبطتهم وفرحتهم للأشغال التي أطلقتها مؤسسة توزيع المياه «سيال» المتمثلة في تجديد قنوات الصرف الصحي، خاصة وأنها عرفت اهتراء وتدهورا طالما أثر سلبا على حياتهم اليومية بسبب تسرب المياه القذرة وانبعاث الروائح الكريهة منها. ..وقنوات المجاري بعين النعجة تخضع للتهيئة كما أطلق مشروع مماثل بحي 720 مسكن بعين النعجة، والمتواجد على مستوى إقليم بلدية جسر قسنطينة، حيث سيتم إعادة تجديد قنوات الصرف بالمجاري المتواجدة بالطريق الرئيسية الرابطة بين عين النعجة بجسر قسنطينة والبلديات المجاورة كبئر خادم، القبة وغيرها، والتي تعرف خلال الأيام الممطرة انسدادا طالما تسبب في ركود مياه الأمطار، ما يؤدي إلى عرقلة حركة السير بالنسبة للراجلين والناقلين على حد سواء، وهي الأوضاع التي اضطرت المؤسسة «سيال» الوقوف عندها والنظر فيها، ما انجر عنه إطلاق مشروع إعادة تجديدها تحسبا للموسم الشتوي المقبل الذي لا تفصلنا عنه سوى بضعة أشهر، وتجنبا لوقوع ما لا يحمد عقباه، خاصة وأن الجزائر عرفت كوارث طبيعية عديدة، أقساها فيضان باب الوادي الذي راح ضحيته الآلاف من المواطنين، بسبب انسداد المجاري التي لم تستوعب كمية المياه المتهاطلة في تلك الفترة.