نتظر المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم نهاية السنة الجارية رزنامة أقل ما يقال عنها أنها جهنمية تتخللها 3 سفريات شاقة إلى عواصم منافسي الخضر إثيوبيا ومالي وملاوي، لحساب دور المجموعات و الأخير من التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 بالمغرب، إذ وبالرغم من أن الاتحادية الجزائرية تعكف على توفير كافة الإمكانيات اللازمة من أجل ضمان وصول الوفد الجزائري إلى هذه البلدان في أحسن الظروف، ووضع الكرة في مرمى مدرب الخضر الجديد الفرنسي كريستيان غوركوف رفقة لاعبيه وهذا من خلال وضع كل الترتيبات الخاصة بتنقلات كتيبة محاربي الصحراء منذ نهاية ماي الماضي كما سبق وكشف عنه روراوة في ندوته الصحفية الأخيرة يوم السبت الفارط، إلا أن مصادر من بيت "الفاف" أكدت أن المدرب الجديد للخضر الفرنسي غوركوف وبعد وقوفه شخصيا على الظروف المناخية الصعبة في مالاوي أين عاين منتخب هذا الأخير وعلمه المسبق بصعوبتها اكثر في إثيوبيا ومالي أسر لمقربيه أن جل مما يخشاه هو تأثير الرطوبة والحرارة على لاعبيها في هذه البلدان. لسوء حظ الفرنسي أن مهمته الاولى ستكون بإثيوبيا وإذا كانت الأطراف الجزائرية إستبشرت خيرا بالقرعة مقارنة بباقي المنتخبات التي وضعتها القرعة في مواجهات نارية إلا أن أهل الإختصاص ممن لهم صولات وجولات في الأدغال الإفريقية يرون بأن المهمة لن تكون بالسهولة التي يتصورها الكثيرون، ويؤكدون أن العناصر الوطنية بقيادة غوركوف في أول مهمة له على رأس الخضر سيجدون أنفسهم أمام ضرورة التأقلم مع العوامل المناخية التي قد لا تصب في مصلحتهم للخروج سالمين من أول 90 دقيقة يفتتحون بها التصفيات بأديسا بابا قبل خوض لقاء الثاني بالبليدة أمام مالي في ال 10 من نفس الشهر. "الخضر" سيلعبون بأديسا بابا فوق ارتفاع 2600 م عن سطح البحر وحرارة تفوق 24 درجة على الرغم من تأكيد المختصين أن درجة الحرارة لن تتعدى معدلاتها الفصلية التي تكون معتدلة نوعا ما، واقتصار التحدي لأشبال لأشبال الناخب الوطني الجديد كريستيان غوركوف على درجات الرطوبة العالية شهر سبتمبر في أديسا بابا، إذا ما تطرقنا إلى العوامل المناخية التي ستميز مواجهة الخضر أمام المضيف الاثيوبي في المباراة الأولى للخضر خارج القواعد ، فإن مدينة أديسا بابا التي ستحتضن مباراة الذهاب في ال6 من سبتمبر القادم مرتفعة على مستوى البحر (حوالي 2600م)، ووجود هذه الخاصية معناه نقص الأوكسجين والإجهاد وضرورة تسطير تحضيرات بدنية شاقة وخاصة للاعبين. فضلا عن ذلك تشهد أديس أبابا شهر سبتمبر تساقط الأمطار مع حرارة لا تتعدى درجة ال 24. إثيوبيا الأولى إفريقيا من حيث الارتفاع والرابعة عالميا قياسا على ما سبق ذكره، فإن درجات الحرارة المنتظرة بمدينة أديسا بابا خلال شهر سبتمبر لن تتعدى معدلاتها الفصلية، حيث ستتراوح بين 24° و36°، في حين قد تصل درجات الحرارة في تاريخ لقاء الخضر إلى °18 كأدني درجة و 24° كأقصى درجات، في حال عدم استقرار الضغط الجوي، وهو ما سيكون عاملا مساعدا ويصب في صالح رفقاء اسلام سليماني لتحقيق نتيجة ايجابية في مباراة الذهاب ، في حال صدق التنبؤات الجوية طبعا، لكن من جهة الرطوبة التي كما قلنا تكون مستوياتها مرتفعة جدا في هذا الوقت بأديسا بابا معدلاتها الفصلية العقبة الأكبر أخرى أمام محاربي الصحراء، خاصة أن إثيوبيا هي الأولى إفريقيا والرابعة عالميا من هذه الناحية. الخضر عاشوا نفس التجربة في اللقاء الفاصل بواغادوغو العام الماضي وعاش لاعبي المنتخب الوطني نفس الظروف تقريبا ولكن ليس بنفس الحدة المتوقعة في اثيوبيا المرتفعة عن سطح البحر ومالي ومالاوي المتميزين بدرجات الحراراة القياسية ، حيث يتذكر الجميع الصعوبات التي لاقاها لاعبي المنتخب الوطني في ذهاب المباراة الفاصلة أمام بوركينافاسو بفعل المناخ الصعب الذي يميز هذا البلد كذلك، إذ يتذكر الجميع انه لولا الظروف المناخية والقرارات التحكيمية الظالمة في هذا اللقاء الذي خسروه بثلاثية لهدفين لكان رفقاء مجاني قد حسموا التأهل من هناك قبل العودة إلى الجزائر والتاهل من البليدة بهدف بوقرة. الرطوبة قهرتهم أمام مالي في تصفيات مونديال 2014 والتأقلم مطلوب كما واجه المنتخب الوطني نفس السيناريو أيضا في المباراة التي جمعته أمام على ملعب 4 أوت بالعاصمة البوركينابية واغادوغو لحساب دور المجموعات من التصفيات الإفريقية المؤهلة للدور الفاصل من المونديال البرازيلي الأخير بعدما لعبت المباراة ببوركينافسو لأساب أمنية، حيث تمكنت الحرارة والرطوبة من قهر رفقاء فيغولي الذين منيوا بالهزيمة بنتيجة هدف لصفر، ويبقى الأكيد أن لاعبي الخضر مطالبين بالتأقلم مع حالة الطقس والعودة بنتيجة ايجابية من إثيوبيا تجعلهم يحقوقون الانطلاقة اللازمة التي تعزز حظوظهم في تصدر المجموعة بداية من لقاء مالي بعدها على أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.